دراسة تشير إلى أثر العوامل الوراثية في اختيار الطلاب للمواد الدراسية

كشف بحث جديد من كينغز كوليدغ لندن أن اختيار مواصلة مؤهلات A-level بعد التعليم الإلزامي تتأثر بشكل كبير عن طريق الجينات، وأوضح العلماء أن حوالي 80% من خيارات الطلاب في مواد السنوات النهائية ترتبط بالتأثير الجيني وأن 23% منها فقط ترجع إلى عوامل بيئية، وينطبق نفس الشيء على اختيار الطلاب للمواد وأدائهم في المواد المختارة، وطالب الباحثون بناء على هذه النتائج بإعطاء الطلاب المزيد من الخيارات في المناهج التعليمية ما يسمح لهم بتخصيص تعليمهم قبل عمر 16 عامًا، واختار ما يقرب من نصف الطلاب مواصلة A-levels واختاروا المواد التي يرغبون في دراستها بحرية، وتعد هذه المرة الأولى في تجربتهم التعليمية حيث يمكن لهم تشكيل تعليمهم وفقًا لمجموعة واسعة من الخيارات.

وذكرت الدكتورة كايلي ريمفيلد التي قادت الدراسة " تدعم نتائجنا التوجيهات التعليمية بعيدا عن فكرة منهج واحد مناسب للجميع نحو اتباع نهج أكثر تخصيصا للتعلم ما يساعد كل طفل للوصول إلى أقصى إمكاناته"، وباعتبار أن الاختلافات في الانجازات واختيار المواد ستدفع الشباب نحو مجموعة مسارات متنوعة في الحياة فمن المهم فهم ما يؤثر على هذه القرارات، وتابعت ريمفيلد " يبدو أن الحمض النووي يؤثر بقوة على الشهية الأكاديمية والكفاءة والتي تدعم طريقة وراثية للتفكير في التعليم حيث يخلق الأفراد خبراتهم التعليمية الخاصة بهم وهي مبنية في جزء منها على أساس النزعات الجينية".

وأظهرت أبحاث سابقة أن الاختلافات في التحصيل العلمي يمكن تفسيرها وفقا للاختلافات الموروثة في تسلسل الحمض النووي للأطفال، وحلل الباحثون بيانات من دراسة مبكرة عن تطور التوأم والتي شملت أكثر من 6500 توأم في بريطانيا، ووجدوا أن اختيار مواصلة الدراسة لمستوى A-level تأثر بشكل متساو بنسبة 44% بالعوامل الوراثية والعوامل البيئية المشتركة من قبل الأشقاء الذين ينشؤون في نفس المنزل بنسبة 47% وعلى سبيل المثال المدارس والأحياء أو البيئة المنزلية، وتبين أن اختيار مواد معينة في مستوى A-level يتأثر بالجينات الوراثية بنسبة 50% للعلوم الإنسانية و60% لمواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بينما يقل التأثر بالبيئة المشتركة بنسبة 18% للعلوم الإنسانية و23% لمواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتؤثر العوامل الوراثية على اختيار المواد عبر مجموعة واسعة من المواد الدراسية بما في ذلك تعلم لغة ثانية والرياضيات وعلم النفس.

ويعتقد مؤلفو الدراسة أن الطلاب يختارون مواد مستوى A-level جزئيا على أساس التحصيل الدراسي السابق وهو شئ موروث إلى حد كبير، ويشير احتمال أخر إلى أن الذكاء العام وهو موروث أيضا يسهم في هذه الخيارات في مستقل وفقا للإنجازات السابقة، وأثرت البيئة المشتركة بشكل كبير سواء اختار الطالب مواصلة التعليم حتى مستوى A-levels أم لا، ويعد ذلك أمرا منطقيا باعتبار أن الآباء والأمهات المعلمين سوف يؤثرون في كل من أبنائهم التوأم لاتخاذ قرارات مماثلة، وتعد هذه النتائج بارزة لاسيما وأنه نادرا ما تجد مثل هذا الدور المشترك للبيئة الرئيسية، وعلى سبيل المثال كان تأثير البيئة المشتركة أقل من 25% للتحصيل الدراسي وضئيل بالنسبة لسمات الشخصية.

وكانت الانجازات بعد عامين من اختيار الطلاب لمواد مستوى A-level متأثرا وراثيا بشكل كبير بنسبة 65% لمواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات و49% للعلوم الإنسانية، وأضاف البروفيسور روبرت بلومين الذي عمل في الدراسة " تشير دراستنا إلى أن الأطفال ليسوا متلقين سلبيين للتعليمات لكنهم مشاركين نشطين في طريقهم إلى المعرفة، وفي نظام التعليم الأكثر تخصيصا يختار الأطفال المواد التعليمية مبكرا ما يسمح لهم بالتركيز على نقاط الضعف والقوة، وهناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لتعميق فهمنا للخيارات التعليمية والانجازات طوال سنوات المدرسة وما بعدها".