وجد الباحثون أنه بعد الدخول في معركة يحاول الغربان "التقبيل والتصالح"

وجد الباحثون في ألمانيا أنه بعد دخول الغربان في معركة، يحاولون "التقبيل والتصالح" عن طريق اللمس وهندمة بعضهم البعض - حتى لو كان مع غريب نسبيا. لقد تمت دراسة الغربان لذكائهم واتضح أنهم ينتمون إلى عائلة من الطيور تسمى فصيلة الغربان، والتي تشمل أيضا الأنواع المجنحة الذكية مثل العقعق وكسار البندق.

وفي السنوات الأخيرة تزايدت قدرات الغربان لاستخدام الأدوات والتفكير المنطقي بشكل واضح، في حين أن الطيور يمكن أن تكون مخلوقات انفرادية إلا أنها في كثير من الأحيان تسافر في قطعان كبيرة. وهنا تتشكل العلاقات طويلة الأمد - على سبيل المثال، حيث يميل الزوجان إلى البقاء مع بعضهم البعض مدى الحياة.

وأرادت دراسة جديدة أجراها باحثون في معهد ماكس بلانك لعلم الطيور في ألمانيا أن يروا كيف يتفاعل الغربان غير المألوفين مع بعضهم البعض. واستخدم فريق البحث بقيادة ميريام سيما وسيمون بيكا غراب الجيف - الموجود في أوروبا - لتحديد ما إذا كان هناك أي اختلاف في مستويات العدوان والعنف بين الغربان الذين لا يعرفون بعضهم البعض.

وفقا لمجلة  New Scientist، تم الاحتفاظ بالطيور في قفص حيث يتم وضع الطعام لها- وكانت الطيور تتقاتل أكثر عندما كان الطعام محدودا، وغالبا ما تسبب في انزعاج ذو طابع عدواني معتدل. ووجدت الدراسة أنه بعد أن نفذ الطعام، سعى الغراب الذي كان عدوانيا إلى العثور على الضحية التي اعتدى عليها للاعتذار عن طريق هندمة ريشه.

والدراسة، التي نشرت في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، هي أول دراسة تبين أن هذه الطيور تشارك في المصالحة المرنة والمواساة – وبعبارة أخرى إنهم يقبلون ويتصالحون، وكتب الباحثون أن "أنواعا مختلفة تستخدم سلوكيات ما بعد النزاع، مثل المصالحة أو المواساة، وذلك من أجل منع الصراعات."

وتم دراسة هاذين السلوكين في الغالب في الرئيسيات غير البشرية. ومع ذلك، كشفت الدراسات سلوك ما بعد الصراع في الثدييات وبعض أنواع الطيور الأخرى (على سبيل المثال، الغربان). والحيوانات الأخرى، بما في ذلك بعض مع الحيوانات ذات السمعة السيئة مثل الضباع، كانت معروفة بأنها تفعل الشيء نفسه. وتعتقد السيدة ميريام سيما أن النتائج تدعم فكرة أن الحيوانات الاجتماعية تسعى فقط للمصالحة إذا تم تقطيع العلاقات المهمة.