ذكور وإناث أسماك الجلكي مجتمعين للتزاوج

تقوم أنثى سمكة الجلكي بإخفاء بيضها عن المئات من شركائها، حتى تعثر على الشريك المثالي، وعلى الرغم من شيوع هذا السلوك في بعض أنواع الطيور والثدييات إلا أنه لم يكن هناك تقارير عن وجود مثل هذا السلوك في حيوانات أخرى، مثل الأسماك التي تخصب بيضها خارجيا، وغالبا ما تتزاوج أنثى الجلكي مع مجموعات كبيرة من الذكور، حيث تجتمع الإناث في مجموعات في مواقع وضع البيض، وتقوم الأنثى الواحدة بالتزاوج مع 10 ذكور لعدة مرات مع كل منهم، وفي بعض الأحيان تتزاوج 100 مرة مع كل ذكر منهم، ولم يتضح سبب فضيل هذه الطريقة بين هذا النوع من الأسماك، خاصة وأنها تحتاج المزيد من الطاقة فضلا عن خطر التعرض للهجوم من الحيوانات المفترسة.

ووجد باحثون من جامعة هوكايدو في اليابان، أنه على الرغم من التفاعلات الجنسية بعدد كبير إلا أن سمكة الجلكي، لا تطلق بيضها إلا في عدد محدود من المناسبات، ويبدو أن ذكور هذه الأنواع ليست حكيمة حيث أنهم يطلقون حيواناتهم المنوية بصرف النظر عن كون الإناث تضع بيضها، وافترض الباحثون أن خدعة التزاوج تسمح للإناث بتحديد واختيار الشريك المميز وهو أسلوب مستخدم في أجزاء أخرى في المملكة الحيوانية، واختبر الباحثون اثنين من المناطق مع عدد مختلفم ن الذكور، وفي تجربة في المنطقة أ، وضع ذكر واحد وأنثى واحدة معا مع وضع 3 ذكور وأنثى واحدة في المنطقة ب، وبعد كل حدث من وضع البيض تمت إزالة البيض باستخدام جهاز شفط وعده.

وتوقع الباحثون أن نسبة التزاوج الوهمي ستكون أقل في المجموعة أ، باعتبار أن الأنثى لم تتمكن من اختيار شريكها، وتم تكرار التجرية 15 مرة باستخدام إناث مختلفة، وتزاوجت كل أنثى 77 مرة في المتوسط فيما تراوحت عدد مرات التزاوج بين 20-196 مرة، وفي المتوسط حدث التزاوج الوهمي بنسبة 65% متراوحا بين نسبة 35-90%، وأظهر التحليل أن التزاوج الصوري زاد مع وجود عدد أكبر من الذكور في حين انخفض عدد البيض في كل حدث.

وأكد الدكتور شيتوس كويزومي، الذي قاد الدراسة: "اكتشاف فترة ما قبل اختيار الشريك للتزاوج في هذه الأنواع يعد اكتشاف جديد ذات أهمية كبيرة، وبينت الدراسة أنه هناك احتمال بأنه على الرغم من وجود العديد من الذكور غلا أن الإناث تتعرف على الذكور وتحكم نشاط إطلاق بيضها، ويعتمد ذلك على حجم الجسم والقدرة على بناء العش وغيرها من صفات الذكر، ومن المفيد للغاية بالنسبة للإناث أنه إن كان بإمكانهم اختيار شريكهن حتى عند تجمع عدد كبير من الإناث والذكور في مواقع تفريخ واحدة، وعلى الرغم من أن نتائجنا أولية إلا أنه هناك حاجة إلى مزيد من دراسة سلوك أسماك الجلكي لفهم أعمق لاختيارهم للشريك وتطور نظام التكاثر لديهم".