شجرة الباوباب العظيمة

تنتشر العديد مِن الخرافات والفوائد لشجرة الباوباب العظيمة في أكثر مِن 30 دولة أفريقية، إذ تستخدم أجزاء من الشجرة لعلاج الملاريا والعقم، في بعض الأحيان، وتلد النساء داخل صندوقها المجوف، والآن، فإن بقية دول العالم تستفيد من ثمار الباوباب التي تطلقها شركات الأغذية الصحية باعتبارها أحدث "سوبرفوود"، ووفقا لشركة "غروسر"، سجّلت شركة "أوكادو" زيادة بنسبة 27٪ في المبيعات الأسبوعية منذ بداية عام 2018 لهذه الشجرة، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى زيادة الإقبال على "وجبات الإفطار السائلة"، ويستخدم البوباب، في شكل مسحوق أبيض، في الغالب يوضع في العصائر والعصيدة، وتمت الموافقة عليها في الأسواق الأوروبية منذ 10 أعوام فقط، ولكن بفضل المستويات من مضادات الأكسدة والبوتاسيوم والفوسفور والمستوى المرتفع من فيتامين ج والكالسيوم والألياف، فقد توسع استخداماته إلى منتجات التجميل والزبادي.

ومع الاهتمام المتزايد بالطبخ في غرب أفريقيا، يظهر أيضا في القوائم البريطانية مثل مطبخ زوي في شرق لندن، وقال زوي أدغونيوه، مؤسس المطعم "إننا نصنع زبدة البوباب لفاكهة البوباب الخاصة بنا، ونستخدمها أيضا في تنقيع البلطي والروبيان في بعض الأحيان، كما أننا نجري تجربة على آيس كريم مصنع من باوباب".

وتعدّ شجرة الباوباب في جميع أنحاء أفريقيا من المناظر الشائعة، كما هو الحال في الأسواق المحلية، ولكن بالنظر إلى خصائصها الصحية والحديث بشأن الواردات الفائقة مثل الأكاي وغوجي التوت، يبدو من المدهش أن هذا يستغرق وقتا طويلا للتحول إليها، على الرغم من أن الشركات الغربية استخدمت الشجرة منذ فترة طويلة، وفي محاولة للتواصل مع النيجيريين، أعلن مطعم ماكدونالدز للبرغر بأنه يتطلع لاستخدام هذه الشجرة، وربما تكون القضية جمالية، حيث تنتشر صورة هذه الثمرة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "إنستغرام"، وهي تجذب مصوري الطعام للسائل الأبيض الموجود بداخلها.

وقالت تشاندني سانغاني من شركة أدونا، وهي شركة متخصّصة في الأغذية التي تتخذ من أفريقيا مقرا لها "إنه من الصعب بيعها إلى زبون غربي بسبب مظهرها، وليس لدينا إطار مرجعي، ولكن حين يتم تصنيعها من السهل بيعها".

ويتم حصاد باوباب باستخدام عصا يتم تحريكها حول فرع يبلغ ارتفاعه 20 مترا ويتم سحبه لأسفل، مما يؤدي إلى سقوط الثمار.

وفي حين تعمل أدونا لضمان نزاهة التجّار هناك مخاوف مِن أنه إذا ما انطلقت على الصعيد الدولي، فإن باوباب سيصبح بمثابة محصول، مما قد يهدّده كمورد محلي وجزء رئيسي من النظم الغذائية المحلية والأدوية، كما يمكن أن يؤثر عدم تنظيم الحصاد والتصدير، والإفراط في الزراعة في التنوع البيولوجي للأشجار، والأمل هو أنه إذا كان المزارعون قادرين على التنظيم بالطريقة نفسها التي حولت بها صناعة القهوة، فإنها يمكن أن تكون نعمة للسوق الأفريقية، وحتى ذلك الحين، يفضل استخدامها بحرص.​