طائر القرقف

تفضّل الطيور التحليق في حدائق المنازل المتباعدة في ضواحي المدينة عن المنازل المتلاصقة أو العقارات القريبة من بعضها البعض، فلا يهم كمية البذور التي توضع إلى الطيور، بل البيئة التي تحيط بها فقط .

 

وكشف عالم البيئة في جامعة إكستر، الدكتور دانيال كوكس، في بحث جديد دام لمدة عام واحد في دراسة سلوك أكثر من 450 طيرًا من طيور القرقف الزرقاء والقرقف الكبيرة، أن الطيور في كثير من الأحيان حلّقت أكثر بين الحدائق التي بها أشجار وشجيرات، فهي تعطي الطيور الطريق الآمن للقفز والطيران من حديقة إلى حديقة ومن مرعي إلى آخر، وأن الطيور أبدت قابلية أقل في التنقل بين المنازل المزوّدة بالحدائق المعبدة، أو المناطق السكنية التي تحتوي على مروج مشذبة بها أشجار أو شجيرات أقل

ووجد البحث الذي نُشر في دورية التقارير العلمية أن وجود طرق بين الحدائق يعيق حركة الطيور، وقام الأكاديميين بتعليق علامات صغيرة مع أرقام إلكترونية فريدة في سيقان نحو 452 طيرًا من طيور القرقف الزرقاء والقرقف الكبيرة، وهما فصيلين من الأنواع التي تتنقل كثيرًا بين المراعي والحدائق، ثم تعليق ماسحات ضوئية في 51 مرعى من مراعي الطيور، المليئة بالبذور، في حدائق المنازل المتلاصقة الحضرية، وفي المجاورات التي بها أشجار خضراء وعقارات بنيت حديثًا، وأظهرت النتائج أن عدد الطيور الفردية التي حلّقت في الأحياء الخضراء كانت ضعفي عدد الطيور التي حلّقت في حدائق الشوارع المعبدة، كما أنها كانت تميل إلى التحليق في مراعي الطيور الواقعة في المجاورة التي تحتوي الأشجار الخضراء في كثير من الأحيان، وكانت الطيور أقل عرضة للتحليق في صفوف في حدائق الشوارع المعبدة التي بها غطاء نباتي أقل.

وكشف  الدكتور كوكس أن عشاق الطيور يجب أن يخططوا بنحو مثالي مع جيرانهم لزراعة الأشجار والشجيرات على طول خطوط الحدود بالقرب من منازلهم لجذب الطيور، مضيفًا: "كلما زادت خضرة النباتات، زادت سهولة تحليق الطيور بين الحدائق"، وأظهرت دراسات سابقة للدكتور كوكس نشرت في وقت سابق من هذا العام بعنوان "تغذية الطيور الحضري، ربط الناس بالطبيعة"، أن مشاهدة الطيور في المراعي والحدائق يعزز مشاعر الاتصال بالطبيعة ويجعل الناس يشعرون بالراحة، وأفاد بحث أخر، أن الناس يفضّلون مشاهدة الطيور تغني، مثل الشحرور، والحناء، طيور القرقف الزرقاء والكبيرة، في حدائق منزلهم، وكانت أقل الأنواع شعبية، حمامة الخشب، طائر العقعق والغربان.