لندن - سليم كرم
أبهر الغراب "بيتي" العالم بذكاءه عندما قام بطي قطعة مستقيمة من الأسلاك لربطها للحصول على دلو ملئ بالطعام، إلا أن الخبراء ربما يضطروا إلى إعادة التفكير حول ذكاء الحيوان لأن الغربان ربما لا تكون ذكية كما كان يُعتقد في حل المشاكل أثناء الطيران، ولاحظ علماء الأحياء نفس سلوك طي أحد الأدوات في غربان كاليدونيا، ما يعني أن أداء الطي أو الانحناء هو سلوك طبيعي لدى هذه الطيور وليس استجابة عفوية للمشاكل الصعبة، وقبل أن يقوم الغراب بيتي بحل لغز أكسفورد عام 2002 كان من المعروف أن بعض الغربان الاستوائية تصنع أدوات من الأغصان في البرية بينما لم يتضمن ذلك القيام بسلوك الطي، ولذلك يعتقد الخبراء أن "بيتي" فهم متطلبات المهمة التجريبية وتصرف عفويا بشكل ذكي وطوي السلك للحصول على دلو الطعام، واعتبرت هذه التجربة على نطاق واسع من مظاهر السلوكيات الذكية لدى حيوان غير بشري، إلا أن اختبار جديد يلقي بظلال من الشك بشأن براعة بيتي في حل المشاكل.
واختبر الخبراء قدرات صنع الأدوات لدى غربان كاليدونيا الاستوائية جنوب المحيط الهادئي، حيث جعل الخبراء الغربان تصطاد مؤقتا الطيور البرية في أقفاص وسجلوا سلوكهم قبل إعادة إطلاقهم في البرية، وقدمت الطيور كوجبات خفيفة بعيدا عن متناول اليد، وأفاد الدكتور كريستيات روتز من جامعة سانت أندروز " قدمنا للغربان عصائر مخبئة في مواد خشبية فضلا عن المواد النباتية التي يفضلونها لتصنيع أداة، وكنا متحمسين للغاية عندما بدأت الطيور في صنع واستخدام الأدوات الموجودة في الأقفاص، ثم حدث شيء غير متوقع، حيث قام أحد الغربان بطي الأدوات بنفس طريقة بيتي في تجربة أكسفورد الشهيرة على الرغم من أن الموقف لم يكن يحتاج مهمة الطي للقيام بالمهمة، ولم نصدق أعيننا، وتبين أن الأغصان التي تستخدمها الغربان لصنع أدواتها طيعة".
وأضاف الدكتور جيمس سانت كلير المؤلف المشارك في الدراسة المنشورة في مجلة Royal Society Open Science " لدينا ملاحظات تثير التساؤلات حول ميل الغربان البرية إلى طي الأدوات بطبيعة الحال، ونحن نعلم أن الأداة المنحنية مفيدة الاستخدام للطيور، حيث تساعدهم أثناء البحث عن الطعام"، وتشير احدى الملاحظات إلى أن بيتي اتبعت طرق المعالجة المألوفة للأدوات بدلا من اختراع حل ذكي لمشكلة جديدة، ويقول الباحثون أن هناك احتمال بأن بيتي فهم المهمة وتصرف بمرونة، وتابعت الدكتورة كلير "السلوك الماهر الذي نلاحظه في الطيور البالغة نتيجة تفاعلات معقدة بين الاستعداد الجيني الوراثي والحياة الفردية والتعلم الاجتماعي، وهي عملية نحن لا نفهمها بشكل تام حتى الأن، وفي ضوء النتائج الجديدة لدينا هناك حاجة لمزيد من التجارب لمعرفة ما تقدر عليه هذه الطيور بالضبط".