سترة طبية ذكية لتشخيص الإلتهاب الرئوي

شهد خريج كليّة الهندسة، الأوغاندي بريان تورياباغي، 24 عامًا، تشخيص الأطباء لمرض الإلتهاب الرئوي بشكل خاطئ ما أدى إلى وفاة صديقة جدته والتي اعتقد الأطباء أنها تعاني من الملاريا ووصفوا لها علاجات مختلفة، وبدأ تورياباغي الذي شعر بالصدمة جراء ظروف الوفاة في البحث ضمن منهجيات تشخيص الإلتهاب الرئوي، واكتشف أن المرض يصيب الأطفال بشكل أكبر من الكبار، ويقتل المرض نحو نصف مليون طفل دون سن الخامسة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى سنويًا.

وأوضح تورياباغي أن "الكثير من الوفيات تتم بسبب التشخيص الخاطئ، ويصاب الأطفال في القرى والمناطق النائية بالمرض وأول تشخيص خاطئ هو الملاريات، إلا أن أعراض الملاريا والالتهاب الرئوي متشابهة للغاية ولذلك من الصعب على المهنيين التفريق بينهما، وحتى عند التشخيص بشكل سليم يكون العلاج غير متاح في كثير من الأحيان"، وتشير جمعية طب الأطفال في أوغندا إلى أن أقل من 20% من الأطفال المصابين بالتهاب رئوي يتلقون المضادات الحيوية التي تقل تكلفتها عن دولار واحد، ولذلك بدأ تورياباغي بتصميم سترة ذكية طبية تميّز بين أعراض الالتهاب الرئوي مثل درجة الحرارة وصوت الرئتين عند التنفس، وتقضي على الخطا البشري في التشخيص، كما أنها تشخص الالتهاب الرئوي بمعدل 3 أو 4 مرات أسرع من الطبيب.

وأطلق تورياباغي على السترة اسم “Mamaope” أو " أمل الأمهات" في إشارة إلى 27 ألف طفل يموتون من الالتهاب الرئوي في أوغندا سنويا، وأضاف تورياباغي أنه "نركّز على العلامات المميزة للالتهاب الرئوي ، ويستخدم الأطباء سماعة الطبيب لفحص الرئتين ولكن الالتهاب الرئوي يميل إلى أن يكون في نقطة جانبية حول الجسم وليس فقط في الصدر أو الظهر، وتعد دقة السترة الذكية في تشخيص ما هو صحي وما هو غير صحي أمرًا مشجعا للغاية"، وتخضع السترة  إلى الفحص الطبي الوطني الرسمي في يناير/ كانون الثاني ومن المتوقّع إصدار شهادات لاستخدامها في المراكز الصحية 

والمستشفيات بحلول الربيع، ويمكن أن تكون السترة الذكية ميزة كبرى في التشخيص والعلاج الوقائي من الالتهاب الرئوي في أفريقيا، وعلى الرغم من التقدم الدولي في معالجة أمراض الحصبة والإيدز والكراز إلا أن تمويل علاج الالتهاب الرئوي لا يزال منخفضا، وتقول اليونيسيف إنه مقابل كل دولار ينفق على الصحة العالمية عام 2011 هناك 2 سنت فقط تنفق على الإلتهاب الرئوي

وأفاد مارك يونغ كبير أخصائيي الصحة لليونيسيف أنه "على الرغم من أن نصف الوفيات في أفريقيا للأطفال دون سن 5 سنوات تكون بسبب الالتهاب الرئوي لا يزال التمويل والإدارة والعلاج منخفضين في المنطقة، واتباع مزيد من الإلتزام والموارد سيجعلنا نقترب من وقف المرض حتى لا يصبح أكبر قاتل للأطفال"، وتأهلت سترة Mamaope هذا العام لجائزة أفريقيا للابتكار الهندسي بقيمة 25 ألف جنيه استرليني، ويأمل تورياباغي في أن يساعد ذلك في الإنتاج الضخم للسترة لاستخدامها في كل أنحاء القارة، مشيرًا إلى أنه "نحن نتطلع إلى مساعدة الجيل المقبل، الإلتهاب الرئوي يمثل نسبة عالية في أوغندا والدول المجاورة، واذا استطعنا توزيع السترة في هذه البلاد سيمكننا انقاذ الكثير من الناس".