ثورة "الربوتات" على العالم

يتضح أن عالمنا مُقبل على "ثورة روبوتات"، فتلك الأجهزة الآلية باتت تنتشر في شتى القطاعات الصناعية والخدمية والإدارية، ووفقًا لإحصاءات، فإن الروبوتات في سيارات غوغل الذكية أفضل من السائقين البشر، فلم تصبح المنازل الذكية واقعًا معاشًا فحسب، بل أمست جزءً من منظومة أكبر اسمها "المدن الذكية"، والإنترنت لم يعد وسيلة للتواصل بين البشر فقط، بل غدت وسيلة تواصل بين البشر والآلات، وبين الآلات فيما بينها.

وكشفت دراسة حديثة، نشرها موقع "الديلي ميل"، أن البشر خائفين من ثورة "الروبوتات"، موضحة أن 60 % من البريطانيين يشعرون بقلق حقيقي من استحواذ الروبوت على العالم في المستقبل القريب، مؤكدين، عن طريق استطلاع للرأي، أن ثلاثة من بين كل 4 أفراد من البريطانيين يعتقدون أن الروبوتات "غير آمنة"، ويمكن أن تستخدم للضرر وليس النفع، إذ إنهم كانوا يخافون بنفس القدر من السيارات ذاتية القيادة، بالإضافة إلى أن اثنين من كل ثلاثة أشخاص يخشون أن تتعطل بهم السيارة أثناء رحلاتهم.

ويعتقد نصف الأشخاص الـ2000، الذين شملهم الاستطلاع، أنه سيتم استهدافهم من قبل القراصنة بالتعطل عن قصد، وقال رؤساء شركة "Software Quality Systems AG" " SQS"، لضمان جودة البرمجيات التي تتخذ من كولونيا مقرًا لها والذين قاموا بالمسح، إن الحماية من "عطل الروبوت" ينبغي أن تكون محور شركات البرمجيات الذكية.بينما أكد الرئيس التنفيذي لشركة "SQS، ديك فوس، "أثبتت أبحاثنا أن تهديد القراصنة الذين يستهدفون أجهزة منظمة العفو الدولية قد تسبب في تردد المملكة المتحدة في اتخاذ قرار اعتماد مثل تلك التكنولوجيات"، مضيفًا "أن ذلك قد يسبب الخوف من احتمال حدوث سيناريو للروبوتات بأن تتعطل وتقتل البشر في المستقبل".

ورغم أن الناس يشعرون بالذعر من استحواذ الروبوتات على أغلب مجالات الحياة، إلا أن 87 في المائة من المشاركين في المسح أعربوا عن اهتمامهم باستخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي، ويرغب 60 في المائة منهم في امتلاك "روبوتات محلية" للمساعدتهم في المنزل.ومن جانبه، أعرب البروفسور ستيفن هوكينغ سابقًا بمخاوفه بشأن "غزو الروبوت" للعالم، قائلًا: "أنا لا أعتقد أن تقدم تكنولوجيا الذكاء الصناعي سيكون جيدًا"، موضحًا "بمجرد أن تصل الروبوتات إلى مرحلة حرجة من أن تكون قادرة على تطوير أنفسهم لا يمكننا أن نتوقع ما إذا كانت أهدافهم ستكون مثل أهدافنا، حيث أن الروبوتات لديها القدرة على التطور بشكل أسرع من الجنس البشري".

وليست تلك المرة الأولى التي حذر فيها البروفيسور هوكينج من مخاطر انتشار الروبوت، ففي عام 2015، حذر من أن البشرية ستواجه مستقبلًا غامضًا لأن التكنولوجيا تتعلم التفكير لنفسها والتكيف مع بيئتها الخاصة بيها، مضيفًا: "أن تطوير الذكاء الصناعي الكامل يمكن أن يؤدي لنهاية الجنس البشري".