جماعة أناركية تنتج مسدس من البلاستيك

نجحت جماعة أناركية من تكساس، في إنتاج أول مسدس مصنع بالكامل من البلاستيك من خلال استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وكانت هناك تكهنات طال انتظار تحقيقها على أرض الواقع بظهور عدة أسلحة نارية بلاستيكية غير مرخصة، والتي أشارت إلى إمكان صنع سلاح ناري من البلاستيك باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد بتكلفة تصل إلى 1000 دولار، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها هذا السلاح على أرض الواقع، إذ صُنع بكامل أجزائه من البلاستيك، ويتحمل الضغط الناتج عن إطلاق الذخيرة الحديثة.


وكانت جماعة دفينس ديستريبيوتد (Defense Distributed) الأناركية قد نشرت على موقعها على الإنترنت صورًا بكودي ويلسون أثناء استخدامه للمسدس البلاستيكي الجديد ليبراتور (Liberator). كما أعلن ويلسون أنه سينشر مخططات المسدس البلاستيكي الجديد على الإنترنت، ليحصل عليها الجميع مجانًا. وبذلك يكون بإمكان أي شخص يمتلك طابعة ثلاثية الأبعاد أو يمكنه الوصول إلى واحدة متطورة صنع المسدس البلاستيكي الخاص به.


صرح السيناتور تشاك شومر في اليوم نفسه،  بأنه "تقدم إلى مجلس الشيوخ الأميركي بطلب لإصدار تشريع يحظر هذا النوع من الأسلحة لخطورته الشديدة، إذ لا يمكن تتبعه بأي وسيلة مهما كان تطورها، لأن وسائل تتبع الأسلحة، تعتمد على تتبع المعادن فقط، ولم يتم حتى الآن تطوير أداة للكشف عن الأسلحة الخالية من الأجزاء المعدنية". وأضاف أن "انتشار هذا النوع من الأسلحة سيمكن أي شخص من إقامة مصنع سلاح في مرآب المنزل من دون أن يشعر به أحد، وأنه سيجعل السلاح متوافرًا، ويمكن الدخول به إلى أي مكان واستخدامه بمعرفة اللصوص والإرهابيين ومثيري الشغب في كل مكان، إذ يزيد من خطورة هذا النوع من الأسلحة، أنها غير قابلة للتتبع بالأجهزة الحديثة المستخدمة للكشف عن الأسلحة التي تستخدم لتأمين الأماكن الحيوية".


وأكد في تصريح أدلى به، كودي ويلسون لفوربس Forbes.com، بأنه "على الرغم من الخطورة التي ينطوي عليها انتشار هذا النوع من الأسلحة، لكنه أصبح من الضروري أن يتوافر السلاح في أيدي الجميع، لإجبار الحكومات على تحمل مسؤولية شعوبها". وأضاف أنه "في وقتٍ قريبٍ جدًا سيكون من الممكن لأي شخص لديه كمبيوتر ووصلة إنترنت وطابعة ثلاثية الأبعاد تصنيع السلاح الناري الخاص به".


ويرجع اسم المسدس البلاستيكي الجديد إلى المسدس ليبراتور (Liberator) الذي طورته الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، وهو مسدس خفيف الوزن، سهل الاستخدام صُنع للإسقاط من الطائرات لدعم الجنود الأميركيين في المناطق المحتلة أوروبيًا، ومعسكرات التجمع المكثف. ومن الواضح أن ليبراتور (Liberator) البلاستيكي الجديد بماسورة واحدة ويطلق طلقة واحدة في كل مرة مع افتقاره إلى الدقة العالية في التصويب. يُذكر أن 16 من إجمالي 17 جزءًا يتكون منها المسدس الجديد مصنعة من البلاستيك، بينما صُنعت إبرة الإطلاق باستخدام إبرة معدنية عادية.


وقامت الجماعة الأناركية الراعية لإنتاج السلاح الناري المصنوع من البلاستيك بإصدار 380 نسخة من ليبراتور (Liberator) للتجريب باستخدام طلقات عيار 5.7 ×28 ملليمتر المستخدمة لأغراض دفاعية. يُذكر أن المسدس الجديد يُصنع من خلال بعض العمليات الفنية المتخصصة شديدة التعقيد وباستخدام طابعة Stratasys Dimension SST  ثلاثية الأبعاد التي يبلغ سعرها 8000 دولار، مما يجعل الحصول على هذا النوع من السلاح ليس في متناول الجميع.
جدير بالذكر أنه منذ العام 2010، أصبحت تقنية طباعة البعد الثالث متوافرة، ويمكن الوصول إليها بسهولة أكبر من ذي قبل، وبسعر في المتناول إلى حدٍ ما، وبكفاءة طباعة عالية، مما يجعل احتمال انتشار السلاح الناري البلاستيكي قويًا في المستقبل القريب، وهو السلاح الذي لا يمكن كشفه بوسائل الكشف عن المعادن المستخدمة في تأمين المنشآت، مما يثير قلق الكثير من الجهات التي سعى بعضها بالفعل لاستصدار تشريع ملزم يحظر استخدام الأسلحة البلاستيكية لما يمكن أن تنشره من فوضى وإرهاب وعنف، إذ يمكن الدخول بها إلى المطارات وغيرها من المنشآت المهمة.