وزارة المياه والكهرباء

تعتبر كمية المياه المستهلكة في المملكة من أكبر الكميات المستهلكة عالميا رغم قلة مصادر المياه، ما يجعل الاستهلاك الكبير للمياه من قبل الزراعة يشكل تهديدا للثروات المائية المتوفرة بالمملكة والتي تتزايد في كل عام، حيث بلغ ارتفاع الاستهلاك الزراعي للمياه خلال 8 سنوات حوالي 25 % ما يؤهله للزيادة لنسب أعلى خلال السنوات المقبلة.

وبلغت تكلفة استهلاك المياه للاستخدامات الزراعية خلال العام الماضي 1436 هـ أكثر من 100 مليار ريال تقريباً، وفقاً لما أعلنته وزارة المياه والكهرباء في تقريرها السنوي بشأن استهلاك المياه في المملكة.

وتستهلك الزراعة كميات كبيرة من المياه بنسبة بلغت 83.76 % باستهلاك فاق 9 أضعاف الاستخدام للخدمات البلدية وأكثر من 20 ضعف الاستخدامات الصناعية للمياه.

وبلغت كمية المياه المستهلكة بالمملكة خلال العام الماضي أكثر من 23 مليار و400 مليون متر مكعب، كان الاستهلاك الزراعي منها حوالي 19 مليارا و600 مليون متر مكعب بنسبة بلغت 83.76 % وبتكلفة تقديرية فاقت 100 مليار، في حين كان استهلاك الخدمات البلدية ومن ضمنها الاستخدامات المنزلية حوالي 2 مليار و800 مليون متر مكعب بتكلفة تقديرية حوالي 17 مليار ريال، وبنسبة استخدام 12.27 % في حين لم تتجاوز الاستخدامات الصناعية للمياه 930 مليون متر مكعب، وبتكلفة تقديرية 5 مليارات ريال لتبلغ نسبتها ضمن الاستهلاك العام 3.9 7 %.

ويرى عضو اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية بالأحساء المهندس الزراعي صادق الرمضان أن الحل في تقليل المياه في الاستخدامات الزراعية يكمن في التوجه نحو الزراعات المائية، والزراعة بدون تربة والتي يمثل استهلاك الماء فيها أقل من الزراعة التقليدية بحوالي 25 %، خصوصا إذا استخدم تدوير الماء، ولا يوجد بها أي فاقد أو هدر للماء فهي توفر الماء بشكل كبير جدا، مشيراً إلى أن هناك توجها لوزارة الزراعة وصندوق التنمية الزراعي بالاستثمار في هذا النوع من الزراعة الذي يعد مخرجا لتوفير الكميات الكبيرة من المياه المستخدمة في الزراعة التقليدية.

وأضاف الرمضان أن الزراعة المائية لم تنتشر حتى الآن في المملكة رغم تحول بعض الدول بشكل كامل لهذا النظام من الزراعة كهولندا، حيث تمثل الزراعة المائية الزراعة الأساسية هناك، والتي تكون بدون استهلاك للماء، وميزاتها الإنتاجية عالية جدا وتصل إلى حوالي 40 % زيادة إنتاج، إلا أن مشاكلها كثيرة وأغلبها مع تقنيات استخدام الماء الذي يجب أن تكون حموضته وملوحته مضبوطة تماما، مبيناً أن الزراعة التقليدية في التربة حتى لو كانت تعاني من مشاكل في الملوحة ومشاكل الحموضة ووجود بعض الأمراض فالنبات يتحمل أكثر ويقاوم أكثر، أما في الزراعة المائية أو الزراعة بدون تربة فإن الخلل يقتلها بسرعة وفي وقت وجيز خلال ساعات تموت بشكل كامل.