الشاعر محمد البريكي

أبحر مدير بيت الشعر في الشارقة، الشاعر محمد البريكي، بجمهور الشعر نحو مدارات القصيدة وعذوبة الكلمة، وذلك خلال أمسية استضافها ملتقى الكتاب، على هامش الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 36، مساء أمس، حيث تهادى الشاعر بين جداول العشق، ورصانة المعنى، متغزّلاً بالشارقة تارة، ومستحضراً الماضي وعبق الذكريات تارة أخرى.

واستهلّ محمد البريكي أمسيته التي قدّمها الشاعر عبد الله الهدية، بقصيدة حملت أبياتها مضامين وإضاءات شعرية تنقّل بها بخفّة وذكاء آسراً شغاف القلب، قائلا "كنتُ أنا من يهشُ الحياء على نزوة العاشق المُغرمِ .. وكنتُ إذا ما توارت ظباءٌ عن الصيد بقلبي احتمي"، وواصل:" لكنني حين فاح بخُوركِ في الشعرِ أيقظ بي مغنمي.. لعطرِكِ والوردُ في شفتيكِ تقول الغوايةُ لا تأثمي"، وأطرب الشاعر مسامع جمهور الشعر بقصيدة ثانية حملت عنوان "أنا الفقير" قال فيها "لأني الفقير .. لذلك لا أتقمّص دورَ الوزير"، وتابع:" لنا خيمةٌ قال عنها أبي إنها قصرُ أحلامهِ لا تضمُ الدواليبَ والكنبات بها وجهُ أمي وصندوقها فيهِ شيءٌ من الكحلِ والأدوية وبجانبها موقدٌ حينَ يلسعُنا البردُ نرمي بأجسادنا حولهُ نتأمّلُ إبريق أمي الذي يضحك الزنجبيلُ بأحشائِهِ ثم يأوي إلى جوفِنا فتخفُّ البرودةُ ثم ننامُ على الحلمِ". 

 وللشاعر تجارب كبيرة في مجال الإبداع الشعري فهو يتنقّل بكلماته وقصائده بين الشعر العمودي الفصيح والقصيدة العاميّة، والتفعيلة، فهو فضلاً عن كونه شاعر باحث له دراسة "على الطاولة" التي تعدّ واحدة من المحاولات الجادة والمثمرة لفهم الشعر الشعبي، لديه العديد من المخطوطات قيد الطباعة له ديوان "أنثى البدايات"، و"بيت آيل للسقوط".