شارك 55 فنانا تشكيليا  في المعرض الذي افتتحته مساء أمس في قاعة صلاح طاهر بالأوبرا وسط القاهرة رئيسة دار الأوبرا المصرية إيناس عبد الدايم بعنوان 'إبداعات مصرية'.ويضم المعرض, الذي تقيمه جمعية الحفاظ على التراث المصري ويستمر حتى 23 من هذا الشهر, 155 عملا تشكيليا في النحت والخزف والتصوير الفوتوغرافي والرسم وتشكيل المعادن.وتبدو روح وهموم الثورة المصرية في عدد كبير من الأعمال المشاركة. وقالت الفنانة تغريد يوسف عضو مجلس إدارة الجمعية للجزيرة نت إن معرض الجمعية السنوي لهذا العام يهدف إلى تكريس حملة المحافظة على التراث المصري، سواء كان هذا التراث لغة أو أزياء أو آثارا أو فنونا متنوعة. وأضافت أن أول هجمة تعرضت لها مصر بعد ثورتها الرائعة استهدفت تراثها، عبر اقتحام ومحاولة سرقة المتحف المصري، وهذا يكشف بوضوح أن التراث المصري يتعرض للخطر.وعن أبرز التحديات التي تواجه الفنان التشكيلي, قالت تغريد يوسف إنها لا تخشى على الفنانين التشكيليين وإنما على الجمهور الذي لم يعد يهتم بإنتاج الفنان.ومن بين الفنانين المشاركين في المعرض مي جمال التي أبدت سعادتها وقالت للجزيرة نت إن المعرض يفتح آفاقا واسعة لأمثالها من الفنانين للتواصل والحوار والتطوير.وانتقدت مي ما عدته تجهيلا متعمدا للشعب المصري بالفنون عامة وبالفن التشكيلي خاصة، لأن الفن من دون جمهور يقدره ويدعمه 'تعيس وبائس معرض للذبول والاندثار'، حسب قولها.ودعت وسائل الإعلام إلى الاهتمام بالفن التشكيلي ولو بقدر ضئيل مقارنة باهتمامها بكرة القدم أو الأفلام والمسلسلات، ووزارة التربية والتعليم إلى العناية أكثر بحصص الرسم في المدارس لتنمية ملكة التذوق والجمال عند الأجيال الجديدة. وتشارك مي بلوحة فرعونية وعرائس مريونية، وأول عمود في اللوحة الفرعونية يقول باللغة الهيروغريفية 'عودوا للحضارة'، والثاني 'نعم حرفي مصري'، والثالث عمود 'لا لمنتج صيني', والرابع 'مصري جديد', والخامس 'نظرة للمستقبل بعد ثورة يناير'. تنمية المواهب من جهته, قال الفنان عماد عادل إنها المرة الثالثة أن يشارك ضمن معارض جمعية الحفاظ على التراث المصري، وقال إن الهدف منها العودة إلى الروح المصرية الخلاقة، وتنمية المواهب الإبداعية، والدعوة إلى اكتشافها خاصة في محافظات مصر المختلفة. وقال للجزيرة نت إن من المهم توطين مظاهر الجمال في كل محافظات مصر، دون الاعتماد فقط على جهود الجهات الرسمية. أما الفنان مصطفى نبيل فقال للجزيرة نت إن هذا المعرض يستدعي القديم بمعالجات جديدة وبخامات مختلفة، منها أيقونات قبطية, وعرائس وموزايك, وفنون نوبية، ويطرح المشاركون أفكارا في الثورة على الظلم والاستبداد، و'هذا يدل على أن الرسم سلاح فعال في يد الفنان، يدافع به عن هوية المجتمع وآماله وأحلامه'. ووصف الإبداعات التي خرجت من رحم الثورة بأنها كانت بعيدة عن الإسفاف والابتذال الذي كان سائدا في عهد الظلم والاستبداد والظلام، وأضاف أن المنتج الفني في هذا المعرض يعكس مصر الحقيقية.