يعرض المتحف الوطني العمومي البحري بدءا من يوم الخميس والى غاية 6 جويلية المقبل بقصر رياس البحر بالجزائر العاصمة أهم المحطات التاريخية التي شهدتها البحرية الجزائرية منذ قرون عديدة. ويبرز المعرض الذي ينظم لأول مرة التراث الثقافي البحري الذي تميزت به الجزائر على امتداد سواحلها منذ قرون خلت مترجمة بذلك علاقة الفرد الجزائري بالبحر الذي ارتبط بشتى مجالات الحياة. وتمثل المعروضات المنتوجات المادية واللامادية التي وثقت لتاريخ البحرية الجزائرية الى جانب مختلف الصناعات البحرية ما بين القرنين 16 و18 التي أبرزت مهارات في صنع السفن في العديد من المدن الساحلية الجزائرية والتي شكلت أنذاك أكبر قوة في عرض البحر الابيض المتوسط . ويضم المعرض —الذي احتوت مقنياته مختلف أجنحة قصر رياس البحر— صورا لمجسم سفينة شباك والسفن الحربية ورسومات لميناء الجزائر قبل 1830 ومخطط لمدينة الجزائر في القرن 16 وكذا نبذات عن تاريخ البحرية الجزائرية منذ عهد دولة الأغالبة الى غاية العهد العثماني. كما يشتمل المعرض نماذج لمختلف المعاهدات المبرمة بين داي الجزائر ودول أجنبية ورسومات لمدفع جزائري في متحف الانفاليد بباريس ورسومات أخرى لقائد قرصان بالجزائر وللبرلرباي خير الدين بربروس. وسيستنى لزائر هذا المعرض التعرف عن كثب على أقدم الحرف التي مارسها الجزائري بالاضافة الى العادات والتقاليد وحتى بعض الطقوس المرتبطة بالبحر. وحضرت وزيرة الثقافة خليدة تومي الى جانب وزير الصيد البحري والموارد الصيدية سيد أحمد فروخي مراسم افتتاح المعرض الذي ينظم بالتنسيق بين مديرية الصيد البحري والمركز الوطني للأرشيف والمعهد الوطني للصيد البحري وتربية المائيات والمدرسة الوطنية العليا للبحرية ببوسماعيل. وستنظم بالموازاة مع المعرض محاضرات ستنطلق يوم الأحد القادم يناشق خلالها مختصون في حفظ وتثمين التراث الثقافي البحري تاريخ علم الآثار الغارقة والمأثورات الشعبية ودور التربية المتحفية وغيرها من المداخلات التي ستثري النقاش.