يستمر معرض «سبعون عاما من الفن الأردني المعاصر» في تقديم نماذج منوعة من إبداعات ما يقارب (200) تشكيلي أردني في المتحف الوطني للفنون الجميلة بجبل اللويبدة حتى نهاية الشهر الحالي، حيث حظي، منذ افتتحته الملكة رانيا العبدالله في أيار الماضي، باقبال جماهيري لافت وزيارات منظمة لمدارس وجامعات ومعاهد وطلاب فنون وتصميم من مختلف المحافظات الأردنية. ويأتي المعرض ضمن خيارات الجمعية الملكية للفنون الجميلة -والتي ترأسها منذ العام 1979 الأميرة وجدان الهاشمي الاميرة وجدان- لتوثيق المنتج الابداعي الأردني والترويج له، حيث قالت الأميرة وجدان الهاشمي ان معرض «سبعون عاما من الفن الاردني المعاصر» يشكل فرصة لتوثيق الحركة التشكيلية المحلية منذ بداياتها والمنجز الابداعي للتشكيليين الأردنيين»، مشيرة الى أن المتحف الوطني للفنون الجميلة مؤسسة رائدة في دعم الفن التشكيلي ليس على مستوى الاردن فحسب وانما العالم العربي والاسلامي ودول العالم الثالث. ان أهمية معرض «سبعون عاما من الفن الأردني المعاصر» متعددة الجوانب، فهو من ناحية يقدم أعمالا لفنانين أردنيين رواد يعود الفضل لهم في التأسيس للحراك التشكيلي الفعال الذي تشهده الساحة الأردنية حاليا، وأبرز هؤلاء: مهنا الدرة، رفيق اللحام،الأميرة فخر النساء زيد، الأميرة وجدان الهاشمي، اضافة الى تعريف الجمهور بفنانين أجانب وعرب أقاموا في الأردن في بدايات تأسيس الدولة وكان لهم دور بارز في بث روح الفن والابداع في المجتمع الأردني ومنهم اللبناني عمر أنسي، السوري احسان ادلبي، الروسي جورج اليف، وغيرهم ممن يحتفظ المتحف ضمن مجموعته الخاصة بأعمال نادرة لهم توثق جماليا المكان الأردني والمعالم التاريخية والحضارية المنتشرة في ربوع بلادنا، كما يشكل المعرض وثيقة تؤرخ لتطور الحركة التشكيلية الأردنية وتأثرها بالمدارس الفنية المختلفة كالواقعية والتعبيرية والانطباعية والسوريالية وصولا الى التجريدية والمفاهيمية وغيرها من المدارس الحديثة، و يهتم المعرض بالمنجز التشكيلي للفنانين الشباب ممن انطلقت تجاربهم خلال العقد الفائت ومعظمهم خريجو المعاهد والجامعات الأردنية حيث جاءت أعمالهم معبرة عن رؤى فنية وجمالية تتكأ على التجريب والصياغات الابداعية الحداثية. ويقول الناقد والفنان التشكيلي د. مازن عصفور ان المعرض شكل إضافة نوعية في مجال المعارض المحلية وبصورة خاصة عرض أعمال الفنانين الأردنيين منذ عقود، وتابع « ورغم إقرارنا في الوقت ذاته الدور الهام الذي اتخذته على عاتقها الصالات الأخرى الشقيقة المحلية في إبراز عطاء الفنان الأردني والتعريف بمنجزاته، إلا أن المعرض الحالي المقام في المتحف الوطني قد ابرز خصوصيته في المرحلة الراهنة من مسيرة الفن الأردني المعاصر لأسباب عدة لعل أبرزها شمولية المعرض في تغطيته لنماذج منتقاة من الأعمال الفنية تمثل الأجيال المختلفة للحركة الفنية الأردنية التي سطرت تجاربها وتجريباتها عبر سبعين عاما من مسيرة الفن الأردني فجاءت بمجملها كما نشهدها في المعرض تمثيلا موفقا درس بعناية لبانوراما الاشتغالات الفنية التي حفلت بها حركتنا الفنية خلال العقود السبعة الماضية». تجدر الاشارة الى أن المعرض نظم بدعم من :أمانة عمان الكبرى، البنك الاستثماري، مجموعة بياجو، مجموعة قعوار، راديو مزاج، راديو هوا عمان، الملكية الأردنية، مطعم كانفاس، مجموعة بيكاسو، الصحف المحلية التي اهتمت بالاعلان عن المعرض، مبادرات فردية لكل من: هدى جردانة، محمد الأسد، ميسا بطاينة، محمود ملحس.