"من أجل الإنسان والسلام والحياة بأمان".. بهذه الكلمات اختصر الرسام السورى "بديع جحجاح" مشاركته فى معرض "Syria art fair" الذى جمع أعمال أكثر من 50 رساما سوريا فى العاصمة اللبنانية بيروت مساء أمس الأربعاء. ويشارك "جحجاح" فى المعرض، بلوحات تجسد شخصية "الدرويش" الذى يرقص رقصة المولوية بشكل دائرى، مشيرا فى حديث لوكالة الأناضول إلى أن اختياره لهذه الشخصية فى لوحاته المعروضة "أتى من أجل إيصال رسالة محددة، تقول إن كل الأمور والأحداث فى هذه الدنيا تدور وتدور لتتغير وفق دورانها الظروف والوقائع". ودعا إلى "التشبه بالدرويش الذى يلتقط أثناء رقصه ودورانه، النور والحب والسلام من السماء بيده اليمنى وينثره على من حوله وشدد جحجاح الذى ينحدر من مدينة اللاذقية الساحلية فى سوريا، على أن "الرسالة الأبرز لمشاركة كل هذا العدد من الفنانين السوريين، هى عن الإنسان والسلام والدعوة للحب والتآلف ونبذ الحرب والتعصب والشر". وتضمن المعرض الذى يستمر لأسبوع، أقسام عديدة، بين لوحات فنية وأعمال تشكيلية تجسد جزءا من معاناة الشعب السورى فى الأزمة التى تعصف به منذ مارس 2011، إضافة لتضمنه جناحا خاصة بالصور الفوتوغرافية التى تعود للعام 2009، وتظهر أهم معالم العاصمة السورية دمشق وآثار مدينة حلب قبل أن تطمس بعضها المعارك الحالية بين قوات النظام السورى والمعارضة. وقال مدير ومنظم المعرض "سامر قزح" إن "فكرة تنظيم هذا المعرض الجامع للفن السورى كانت موجودة لدى منذ العام 2010، إلا أن اندلاع الأزمة السورية حالت دون تنظيمه وترجمته على أرض الواقع فى دمشق، حيث كنت أتمنى إقامته هناك". وأضاف قزح فى حديث لمراسل الأناضول "كنت أخطط لجمع الفن العالمى فى دمشق عام 2010، وبسبب الظروف تحول الأمر إلى جمع الفن السورى فى بيروت". وأوضح أن "انطلاق المعرض فى دورته الأولى كان من بيروت، وسأعمل على تنظيمه بشكل سنوى فى مختلف الدول العربية والأجنبية، لحين انتهاء الأزمة فى سوريا، وحينها ينظم المعرض سنويا فى العاصمة دمشق". وبحسب الفنان السورى فإن "الهدف من معرض "Syria art fair" هو إعادة إظهار الفن السورى بكل أطيافه وتنوعاته بصورته اللائقة والجميلة أمام الجمهور". واعتبر أن "الأزمة السورية أنست الكثير من الناس فن وحضارة سوريا وطيبة شعبها"، موجها حديثه للناس بقوله "لا تنسوا سوريا وحضارتها وفنها".