المجموعة القصصية "حانة المتنبي"

أصدرت مؤسسة شمس للنشر والإعلام في القاهرة ؛ المجموعة القصصية "حانة المتنبي" للروائي دكتور عزيز التميمي ، المقيم في الولايات المتحدة الأميركية.

تقع المجموعة في 96 صفحة من القطع المتوسط ، وتضم عشرة قصص قصيرة متنوعة  شكّلت لوحة صارخة بألوانها المتداخلة منها الحسي والآخر التعبيري، جسّدها السلوك الإنساني الرافض لسلطة العبث وعوامل الانهيار والتمزق لمجتمع يفصح عن حضارة موغلة في العراقة، حوّلته أدوار العبث وطقوسية اللاهوت الديني السادية إلى ملامح باهتة لا تعرف من التاريخ والجغرافية والمعارف الأخرى بقدر ما تستعرضه حكايات التسطيح الفكري وتضخيم خرافة المقدّس في ذاكرة الجمهور المغيّب عن مسرح الحياة الحقيقية.

تقتفي قصص "حانة المتنبي" حالة التداعي التي نشبت في اليقين المعرفي لسكان بلاد الرافدين، ابتداءً من مسرحة الحياة المدنية وعسكرتها لصالح الاستبداد والتجني وتغييب الإنساني لصالح اللا إنساني، وبذر حقول المعرفة بسرطانات الخرافة والطقوس البالية لتأسيس حالة تدّعي المعرفة وتستلب الثقافة الحقيقية وتستبدلها بثقافة العنف والإلغاء والتجهيل.

في قصص "حانة المتنبي" نبشٌ للحسرة والنغمة اللائبة فوق مساحات اليقظة وصرخة ضد الآتي، الآتي الغريب ضمن حالة التنوير المعرفي الأصولي والشعبوي، التحول الملفّع في ماكينة التغيير التي تتخلى عن إنسانيتها وتحيل كل منابع الجمال والحب والإحساس إلى ثمة مفردات تستهلكها ثقافة الماكنة، الآتي الذي يستبدل الإبتسامة بالتهكم والوردة بالجمرة، الآتي الذي أحال إنسانيتنا إلى حلم يقظة نقرأه في وجوه المترفين، الآتي الذي يصفق للجلاّد ويزأر في وجه الضحية.

قصص "حانة المتنبي" تسرد حالة الرفض الإنساني لانتهاك إنسانية الفرد والأشياء، وتحاول أن تستجلي ما يختمره الذات الآخر لصورة الحياة التي وهبت للفرد كحقيقة معرفية وعقلانية وحالة تجلّي روحي وانساني وحسي. وتستعرض لحظات الرفض والتأمل في آنٍ ضمن تداعيات المسرح الحياتي الكبير.