صدرت مؤخرا رواية "حياتي للغير" للمبدعة الجزائرية الشابة سارة بوعكاز، عن منشورات الحياة للصحافة بالجلفة، وتقع في 85 صفحة. وتسرد الكاتبة قصة غربة عاشتها عجوز أفنت من خلالها شبابها، سعيا للوصول إلى حقيقة مقتل أمها والبحث عن اختفاء أبيها والعيش مع آلام الاغتراب وضياع أخيها، فلم تكن تعيش البطلة لنفسها بقدر ما كانت تعيش من أجل تحقيق هدف قوي في الحياة، فمن خلال تجربة العجوز حاولت سارة بوعكاز إظهار كيف يمكن أن يعيش الإنسان بالضرورة اللحظة التي ينتمي إليها. ويشعر القارئ منذ الوهلة الأولى بحالة شتات من خلال كم المصطلحات التي صورت عمق الأحزان والانتكاسات التي عاشتها البطلة، إلا أنه بمجرد الاطلاع على تفاصيل الرواية سترسم له ملامح شخصية صاحبة إرادة وحب للحياة والعيش رغم الصعاب. وقد استندت الكاتبة في مقدمة الرواية إلى مجموعة من الأسئلة منها: "أين حياتي؟ هل هى بين الجفون والدموع أم بين الجروح الآسنة وآلامها؟ كما أنها خطت على صفحة الغلاف من السهل أن تشعر للحظة بالسعادة، ولكن من المستحيل أن تستمر في مداعبة أحاسيسنا بدون جرح يعزف على أوتار مشاعرنا سيمفونية الأسى، ونلاحظ لحظة أنها تفتح للأمل أبوابا بمصاحبة الألم، الذي من الصعب أن يفارق الإنسان". وتدخل بهذا العمل الأول للمبدعة سارة بوعكاز غمار الرواية بعدما نالت من خلال كتابات قصصية قصيرة جوائز ببلدها الجزائر.