صدر عن الدار العربية للعلوم في بيروت مؤخرا رواية "زيدان الزقزاق" للروائي السوداني الشاب حسام الدين صالح . تحكى الرواية التي تقع في 176 صفحة عن سكان حي أسطوري فى مدينة أمدرمان يدعى الزقزاق وهو حي مجهول رغم أنه مأهول بسكانه "الزقازقة" الذين يتميزون دون غيرهم من الناس بممارسة الزقزقة كالعصافير . تعود جذور زيدان بطل الرواية إلى مناطق جبال النوبة بجنوب غرب السودان وهو شخص مثقف لكنه يصطدم بأناس لهم مصالحهم في إسكاته، هؤلاء يسميهم الراوي بالجماعة، تضعه الأحداث المروعة التي يتعرض لها حي الزقزاق في قدر الحب مع صحفية تدعى "قمر" تنتمى لشمال السودان وتحاول مساعدته للخروج بالحي من مآزقه التي يتمثل أكبرها في عدم اعتراف السلطات الرسمية به. وجاءت الرواية التي بنت معمارها الفني على نسق حكايات ألف ليلة وليلة وهي مشحونة بالعواطف، واستفادت من حكائية القصة القصيرة جدا في إغناء متنها الذى تلتقى فيه الكثير من الموضوعات كالحب والحرب والقبلية والعنصرية والحرية والاستبداد، وإن كانت شخصيات الرواية غريبة، فالواقع الذى يريد أن يحرمهم وجودهم لهو أكثر غرابة، فى عالم بلا ضمير وجد أن أقسى عقوبة لأصحاب الضمير هي الصمت، وما الوسائل البشعة التي تمارس معهم إلا للوصول إلى منتهى أمنياتهم التي تضمن لهم البقاء واستغلال