يصدر قريباً عن دار صرح رواية "من أجل البلوند" لحماد عليوة، وهى رواية غريبة من نوعها، حيث يشبه الكاتب حياة الإنسان مع الحيوان، ويرى الكاتب أنه يشبه الكلاب. من أجواء الرواية "فى كل بلاد العالم تعيش الطيور والحيوانات، وكنتُ أرى أن كل حيوان ما هو إلا تجسيد للبيئة الذى يعيش فيها فإذا كان حيوانا ضعيفا فأهل تلك البيئة ضعفاء، وإذا كان حيوانا قويا ونظيفا، فأهل تلك البيئة سيكونون أقوياء، وإذا كان حيوانا مكارا أو لئيما فبالتالى أهلها سيكونون كذلك.. وهكذا.. فمثلاً من المستحيل أن تجد الطيور تحلق فوق رأسك أو تقف على كتفك فى ميدان رمسيس أو التحرير لكن يحدث ذلك فى لندن وفى مدن أوروبية كثيرة. كنتُ أرى الكلاب وكأننى أرى نفسى، نعم! أرى نفسى نفس الطباع.. السلوك.ثمة أشياء كثيرة تجمعنا تحت وصف واحد وهو "التخلف"، وعندما يتطور الكلب فى مصر سيتطور معه الإنسان المصرى، عندما يشعر الكلب البلدى بالقوة والكرامة سيشعر معه هذا الإنسان بالآدمية. فى وقت ما بدأت أنتبه للكلاب بشكل عام من شدة التشابه بيننا، حتى إننى فكرت أن أعد دراسة عنهم.. شىء عجيب فعلاً. تأمل الكلب المصرى والإنسان المصرى. ستجد الطباع واحدة، والمعاناة واحدة، كانت هناك مجموعة من الكلاب البلدى يقطنون فى شارع راقى، وكانوا عبارة عن أسرة كبيرة، وكان بينهم كلب كبير فى الحجم والسن مازلت أتذكر ذلك الكلب الشرس مع المصريين، وكيف كان يقترب منهم وهو يصدر زمجرة شديدة استعداداً للانقضاض على هذا المصرى الذى عبر من الشارع صدفة "وعادةً الكلب عندما يشاهد كلب مثله سرعان ما يدخل معه فى معركة عنيفة، وكنت أتساءل هل الكلاب يشاهدون كثيرا من المصريين كلابا ولذلك يبادرونهم العداء والوحشية."