تصدر قريبا عن دار إبداع للنشر رواية تحت عنوان "لوكيميا" للروائي البحريني أحمد الدوسري، وهي رواية طويلة تحكي في جو خليجي مرسوم، ترى فيه تلك البلاد وأدق تفاصيلها مع كل تحرك ومشهد في الرواية يبدؤها الكاتب بالنهاية، ثم يعود ليروي كيف وصل الأبطال لهذه النقطة (فلاش باك)، ثم يعود ليصنع نهاية أخرى، مع ذكريات ما بعد النهاية، حريصا في كل ذلك على نقل الأجواء الخليجية وطبائع أهلها، في التفاصيل الدقيقة من شخصيات أبطاله؛ ويدرك ذلك تماما من عايشهم في بلادهم. ووفق الناشر فالكاتب يمتلك لغة مميزة، ويعشق التصوير، بما تظهره المشاهد المكانية، ويعشق التشبيهات والاسترسال مع دقائق اللحظات الهامة، ويقدس أهمية الحروف التي ينطقها الشخوص في أزماتهم، فلا يفوّت منها حسب رؤاه أو أهمية تسارع الأحداث، بل يعطي كل شخصية حقها في أن تقول ما تراه هي مهمًا في وقت مهم بالنسبة لها، كأنما يعايش هذه الشخصيات منفصلة عنه، ويكون عليها شاهدا ومشاهدا.  رغم أجواء المرض (اللوكيميا) في الرواية، إلا أن الكاتب يستخدمه كمركز، يرسم حوله دائرة من الأحداث والمشاهد والاجتماعيات، التي تأخذ القارئ لعوالم متحركة خارج حدود البطل ومرضه، ليعايش أرض، وأناس، وشعوب، وينتقل في البلاد مسجلا خصائص دنى نراها بعينه، ونعرفها وإن لم نطرقها، في خبرة بها تشي بمعرفة الكاتب بما يكتب عنه، وليس باستغلال ما لا يعرفه القارئ، كما قد يفعل البعض، وكذلك يتضح فيها حرصه على دراسة ما يكتب عنه، من جولات مع المرض، والأوراق والروتين والأماكن المقترحة للعلاج، دون ادعاء، في اعتناء يضيف للعمل أناقته.