نظمت المكتبة الوطنية الفرنسية بالتعاون مع السفارة المصرية بفرنسا ممثلة فى مكتبها الثقافى وجمعية "أصدقاء مكتبة الإسكندرية" الليلة الماضية تظاهرة ثقافية بمقر المكتبة الفرنسية بباريس بمناسبة مرور عقد على افتتاح مكتبة الإسكندرية العريقة. وأكد برينو راسين مدير المكتبة الوطنية الفرنسية عمق علاقات التعاون بين مكتبته التى شيدت فى عهد الرئيس الفرنسى الأسبق فرانسوا ميتران ومكتبة الإسكندرية والتى وصفها بأنها "وثيقة". واستعرض راسين التعاون المصرى-الفرنسى من أجل إعادة إحياء المكتبة المرموقة (مكتبة الإسكندرية) لتصبح ملتقى للثقافات.. مشيرا إلى أن مكتبة الإسكندرية باتت على مدى السنوات العشرة الماضية "مجمعا ثقافيا" يبهر العالم أجمع. وشدد على ضرورة مواصلة الجهود لجعل مكتبة الإسكندرية قطبا أساسيا للثقافة فى منطقة البحر المتوسط خاصة أن المكتبة العريقة هى الأولى الرقمية فى العالم العربى، كما أنها تربط رقميا أيضا المكتبات الفرانكفونية حول العالم.. مؤكدا أن مكتبة الإسكندرية تعد رمزا لتقاسم القيم وتبادل الثقافات حول العالم. ومن جانبه، أكد السفير محمد مصطفى كمال سفير مصر لدى فرنسا أن مكتبة الإسكندرية القديمة شيدت فى عهد البطالمة قبل أن يتم تدميرها، لتعود منذ 10 سنوات كفنارة ثقافية ومصدر للإشعاع الثقافى حول العالم بالإسكندرية. وأعرب السفير عن شكره للمشاركين فى أعمال المائدة المستديرة.. معتبرا أن هذه المشاركة تعد رمزا لدعم مصر فى الوقت الذى تشهد إعادة بناء مصر المدنية والديمقراطية بسواعد أبنائها خاصة الشباب منهم. وبدوره، استعرض الدكتور إسماعيل سراج الدين، رئيس مكتبة الإسكندرية تاريخ المكتبة التى تم افتتاحها فى عام 1993 والتى تستقبل أكثر من مليون زائر سنويا، بالإضافة إلى ملايين الزائرين الذين يدخلون للمكتبة عبر العالم الرقمى (الإنترنت). وأشار سراج الدين إلى قيمة مكتبة الإسكندرية فى قلب وعقول المصريين وهو ما عكسته السلاسل البشرية التى شكلها الشباب لحمايتها خلال ثورة 25 يناير 2011 وأيضا خلال أحداث ثورة 30 يونيو.. موضحا أن مكتبة الإسكندرية ليست فقط مكتبة تجمع الكتب القيمة ولكنها تعد مجمعا علميا وثقافيا، حيث تنظم سنويا ما يقرب من 700 حدث من لقاءات واجتماعات ومؤتمرات عالمية بخلاف كافة الأنشطة والأقسام والمتاحف والمعارض الدائمة التى تحتضنها المكتبة. وأشاد سراج الدين بالتعاون بين مكتبة الإسكندرية والمكتبة الوطنية الفرنسية التى أهدت لها 500 ألف كتاب.. مشيرا إلى أن مكتبة الإسكندرية أصبحت قطب الفرانكفونية فى المنطقة وهو أمر ذو أهمية كبرى إذ أن الفرانكفونية تحمل معانى القيم الإنسانية فى مواجهة العولمة. وشدد على أن مكتبة الإسكندرية ستواصل دورها خلال الأعوام القادمة. وبدوره، استعرض جيرار جرمبرج رئيس جمعية "أصدقاء مكتبة الإسكندرية" المساهمة الفرنسية فى مكتبة الإسكندرية التى أصبحت الآن رمزا للإشعاع الثقافى وخاصة بالنسبة للثقافة الفرانكفونية..داعيا إلى ضرورة مواصلة دعم مكتبة الإسكندرية. كما أشاد الكاتب الفرنسى الكبير روبير سوليه بمكتبة الإسكندرية التى تعد موقعا للجمال الداخلى والخارجى حيث تجمع ليس فقط الكتب والمجلدات والموسوعات ولكن تحتضن عددا من المتاحف والمعارض الدائمة ومراكز الأبحاث لتكون مركزا دوليا للتجمع، ومكانا للتسامح وحرية التفكير والتعبير يجذب السائحين من كافة أرجاء العالم. وطالب سوليه بضرورة العمل على الحفاظ على مكتبة الإسكندرية وحمايتها كموقع يتمتع بالقيمة الكبرى، ودعمها من أجل المزيد من التطوير. وحضر المائدة المستديرة السفير على ماهر سفير مصر الأسبق لدى فرنسا والمتحدث باسم مكتبة الإسكندرية وعدد من الرموز الثقافية الفرنسية ونخبة من المفكرين والكتاب الفرنسيين والعرب والأجانب بالإضافة إلى أعضاء السفارة المصرية بباريس.