أم كلثوم في أبوظبي


يستعرض كتاب «أم كلثوم في أبوظبي» الذي صدر أخيراً عن «الأرشيف الوطني»، رحلة سيدة الغناء العربي «أم كلثوم» من القاهرة إلى أبوظبي، لإحياء حفلتين غنائيتين بمناسبة عيد جلوس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتحضير لقيام الاتحاد، وتسرد الصور الكثيرة التي يشتمل عليها الكتاب استقبال «أم كلثوم» وغنائها في أبوظبي ولقائها بالشيخ زايد، وجولتها على كورنيش أبوظبي.

احتفال حضاري

بعنوان «قائد كبير واحتفال مميز»، قدم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة للكتاب، وقال: «نحتفل في هذا العام بمئوية والدنا الكبير وزعيمنا المؤسس وقائدنا الباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان».

وأوضح: «يؤرخ هذا الكتاب لاحتفال حضاري وثقافي وفني بديع دعا فيه الشيخ زايد سيدة الغناء العربي والعبقرية أم كلثوم التي أحيت ليالي احتفالات أبوظبي بجلوسه الميون الخامس، وبقرب بزوغ فجر دولة الإمارات العربية المتحدة». وأضاف سموه، «يبين الكتاب للقراء أن أبوظبي كانت وستظل واحة وارفة للثقافة الجادة والفن الرفيع والموسيقى الراقية».

بينما قدم وأشرف على الكتاب محمد المر، واستعرض الكتاب مجموعة من الدراسات بقلم كل من ناصر عراق الذي قدم دراسة بعنوان «أم كلثوم السيرة المبدعة»، وبعنوان «حفلات أم كلثوم خارج مصر»، قدم إلياس سحاب مقالته، وتناول د. أحمد إبراهيم ومصطفى عبدالله «نظرة فنية لأغنيات حفل أبوظبي».

ووزع الكتاب على مجموعة من الفصول أولها كلثوم في أبوظبي، ومعرض الصور الذي ضم مجموعة من الصور لأم كلثوم من مطار القاهرة إلى أبوظبي، والاستقبال في أبوظبي، والحفل الأول، ولقاء القائد، والحفل الثاني، وكورنيش أبوظبي، ومن مطار أبوظبي إلى القاهرة، وعقد من اللؤلؤ.

حفل استثنائي

وكتب محمد المر في فصل «أم كلثوم في أبوظبي» إنه في السنوات التي أعقبت تسلم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد حكم إمارة أبوظبي كان يتم الاحتفال كل عام بعيد جلوسه الميمون باستثناء العام 1967، حيث أمر حينها بإلغاء احتفالات عيد الجلوس، ضامناً مع الدول العربية التي تعرضت للعدوان.

وأضاف، «كانت أبوظبي تقيم في تلك الاحتفالات عروضاً عسكرية واحتفالات شعبية تتخللها الأهازيج والرقصات الشعبية ويتبارى الشعراء للاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية السعيدة». وأشار المر إلى أنه تمت دعوة أم كلثوم لإحياء حلفتين في أبوظبي بهذه المناسبة وفي 26 من نوفمبر في العام 1971 حطت الطائرة التي تقل كوكب الشرق في أبوظبي .

وكان في استقبالها العديد من الشخصيات الإماراتية المهمة وعلى رأسهم وزير البترول الشاعر مانع سعيد العتيبة، وسعيد الدرمكي مدير دائرة التشريفات في أبوظبي ونائبه علي الشرفا، كما فتحت لها قاعة كبار الزوار. وأوضح المر، «بعد وصول أم كلثوم إلى أبوظبي وجهت رسالة شكر نشرت فيما بعد في جريدة الاتحاد وقالت فيها:

«يسعدني أن أوجه هذه التحية على صفحات الاتحاد إلى عظمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي، وشعبه الكريم وأشكركم على الحفاوة التي قوبلت بها منذ اللحظة الأولى، التي وصلت فيها إلى هذه الأرض العربية الغالية.

ويزيد من سعادتي أنني جئت في مناسبة عيد جلوس صاحب العظمة الشيخ زايد والاستعداد للإعلان عن قيام دولة اتحاد الإمارات العربية التي ستضيف إلى الأمة العربية رصيداً جديداً من القوة والدعم».

وأقامت أم كلثوم حفلها الأول في 28 نوفمبر، على مسرح وزارة الدفاع، وكان حفلاً استثنائياً بكل المقاييس بداته بأغنية «أغداً ألقاك» من قصيدة الشاعر السوداني الهادي آدم، وفي 30 نوفمبر استقبل الشيخ زايد أم كلثوم في ديوانه بقصر المنهل، كما أقامت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك مأدبة عشاء كبرى تكريماً لأم كلثوم.

ويذكر الكتاب أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد كان عضداً لوالده في تلك المرحلة التاريخية المهمة، وتذكر صحيفة الاتحاد أن وزارة الدفاع أشرفت على الحفل المميز لأم كلثوم الذي كان بمثابة هدية من الشيخ خليفة إلى والده الشيخ زايد.

ويورد الكتاب أن الشيخ زايد قد أهدى عقداً من اللؤلؤ لأم كلثوم تزينت به في حفلها الثاني ويرتبط اللؤلؤ برمزية خاصة في المجتمع الإماراتي.

قصائد

ضم الكتاب مجموعة كبيرة من الصور بعدسة كل من محمد بدر، محمد لطفي، ومحمود عارف، وضم أيضاً القصائد التي غنتها في أبوظبي، واختتم بقصيدة تحية لأم كلثوم كتبها الشاعر مانع سعيد العتيبة.