في قاعة المؤتمرات بمجمّع ذات العماد بالعاصمة الليبية طرابلس، نظم حفل توقيع مجموعة شعرية جديدة للشاعر الفلسطيني المتوكل طه، تحمل عنوان (نصوص حنظلة) أهداها إلى روح الشهيد ناجي العلي. حضر الحفل العديد من الشخصيات الثقافية فلسطينية وليبية وعدد من الإعلاميين، وسفراء ودبلوماسيون وأعضاء الجالية الفلسطينية في طرابلس. افتتح الحفل بكلمة سعدون السويح، صاحب دار الرواد، التي أصدرت الكتاب بالتعاون مع دار حنظلة للنشر والتوزيع، عَبّر فيها عن سعادته بهذا المنجز الشعري، الذي يسلّط الضوء على نوعية من الأعمال الجادة التي افتقدها القارئ العربي، ثم قدم الحفل الشاعر والأديب الليبي د. حسين المزداوي مبتدئاً بسرد سريع لقائمة من الشعراء الفلسطينيين، وتحدث عن علاقة السياسة بالشعر وعلاقتهما بالوطن. أما الناقد الإعلامي المعروف يوسف شعبان الفنّادي فقد تحدث عن ناجي العلي وتجربته، وكيف كانت رسوماته مفجرة لأسئلة مركبة، استطاع الشاعر أن يجيب عنها ويشرحها ويضفي عليها صوراً لم تكن أقل روعة وتأثيرا من رسوم ناجي العلي. بدوره، تحدث الشاعر خالد درويش قائلاً: "القصائد التي يحتويها هذا الكتاب وتلك النصوص التي بين دفتيه، استحضار لرمز ما زالت صورته ماثلة بين قلوب مُحبّيه، ما زالت تلك اليدان المعصوبتان خلف الظهر والسروال القصير والنظرة الهازئة للبعيد، ما زالت تلك الاستدارة التي تهزأ بواقع مُرّ استحضره المتوكل طه عبر الرمز القيمة للراحل الشهيد ناجي العلي صلّى على دمك الورديِ نوّار أم غيّرت طبعَها في حُّبّك النارُ أم البلادُ وهل أبقــوا لنــا بلداً وكلّهم في مزاد البيع ثــــوّار حنظلة هنا هو واحدٌ من أبناء الأرض التي اتخذت، ربما صدفة أو ضرورة، شكل الخنجر المغروز على شواطئ أرض الرباط، لتقول بملء ترابها وحنوّها وأغانيها القاسية الصعبة إنها لن تكون إلا لإخوة ناجي ورفاقه، هكذا يُعمّد شاعرنا هذه الأيقونة ويجعل منها راية النضال وأخوّة الأرض والتراب". ثم قدم المزداوي الشاعر المتوكل طه ليقرأ بعضاً من قصائد مجموعته الشعرية الجديدة. صاحب الشاعرَ عزف للفنان الفلسطيني نضال فارس الذي رافق القصائد بعذوبة ورقة وانسجام، ما أضفى عمقاً آخر للقصائد وشحنها بروح جديدة. وانتهى الحفل بتوقيع الشاعر على ديوانه الجديد.