قرية "بغدادي" تحتفل بالذكرى الـ 123 لميلاد ماياكوفسكي


تحتفي قرية "بغدادي" الجورجية بالشاعر فلاديمير ماياكوفسكي، فهي مسقط رأسه وفضاء طفولته، وكانت تُسمى باسمه حتى عام 1940، مع افتتاح متحف باسمه يضم بيت عائلته، الذي شهد ولادته في 19 تمو/يوليو 1893، ومبنى آخر يضم أكثر من 5600 قطعة من الصور والوثائق واللوحات الفنية، والكتب التي أصدرها، إضافة إلى حديقة تعدّ امتداداً لغابة تتسلق الجبل. كان الشاعر عاش سنوات طفولته في القرية الوادعة، التي قال عنها: "إنني مدين لسماء بغدادي".
"بغدادي" أو "باغداتي"، كما ينطق اسمها الجورجيون، تقيم هذه الأيام احتفالاً بالذكرى الـ123 لميلاد الشاعر المستقبلي، ماياكوفسكي، في متحفه، من خلال قراءات لقصائده ودراسات في نتاجه الشعري، وسيرته الحياتية، ولغز "انتحاره" وهو في الـ37 من عمره.
وتم زيارة قرية "بغدادي"، التي تبعد عن العاصمة الجورجية 230 كيلومتراً، وزارت بيت ولادة الشاعر ومتحفه، الذي يؤمه نحو 3000 زائر سنوياً من عشاق الشعر، والمهتمين بالثقافة وبتراث مؤلف "غيمة في بنطلون"، الذي لم يقتصر على الشعر، إذ كتب ماياكوفسكي مسرحيات ومارس الرسم أيضاً.
عند بوابة قرية "باغداتي" يستقبل الزوار نُصباً تذكارياً للشاعر العاشق والثائر، يقع على يمين الشارع، كما لو أنه تحية خالدة من ماياكوفسكي لزوّار قريته المسوّرة بالغابات الجبلية، ويعبرها نهر "ريوني"، الذي يمثل شريان حياة وقصائد. وعند بوابة البيت والمتحف تقف شجرة (قيقب) حارسة ظلال الشاعر في طفولته. في هذا الريف الوارف الخضرة مثل حضن، كان ماياكوفسكي الطفل يرصد تفتح الأفق والزهور والحياة، وفي عام 1902 درس في مدينة "كوتايسي"، قبل أن ينتقل مع أمه وشقيقتيه إلى موسكو، إثر وفاة والده في عام 1909. وكانت موسكو تمثل حلماً للشاعر، لكنها لم تبق كذلك حين تعارك مع القلب والحياة والثورة، إذ شهدت موسكو "انتحاره" في 14 من أبريل 1930، بعدما أصيب بخيبة أمل من ثورة التغيير، ومن الحب أيضاً.
وذكرت مشرفة المتحف، ناتو أوتوخيتزا، أن "كثيراً من إرث ماياكوفسكي احتفظت به روسيا، لكن بيت ولادته ومحتوياته المتعددة من سرير الشاعر أثناء طفولته، والفوانيس، وغرفة الطعام، وأدوات المطبخ، والسجادة المزخرفة، ومذكرات والد الشاعر، والصور، لاتزال كما هي في البيت المتحفي"، مضيفة أن "روسيا تحتفظ أيضاً بدماغ الشاعر لديها".
وقبل رحيله، كانت سلطات بلاده منعت سفره إلى باريس ليلتقي حبيبته تاتيانا ياكوفليفا، التي تزوجت من رجل آخر بعد ذلك. لكن ماياكوفسكي تزوج سراً من الأميركية ليليا جونز، التي أنجبت ابنته هيلين باتريسيا تومبسون (يلينا فلاديميروفنا ماياكوفسكايا).