الدكتور عمر عبد العزيز

اتفقت آراء متخصصين ونقاد في شؤون الرواية والأدب المحلي والعربي والغربي أن هناك تحولات لافتة في مسار الرواية العربية وأن البناء الروائي العربي يمر بمرحلة جديدة تنطلق من الرواة الشباب الذي يشكلون الجانب الاكبر في الإنتاج الروائي المعاصر.

جاء ذلك خلال ندوة موسعة أقيمت في قاعة ملتقى الكتاب تحت عنوان آفاق جديدة في الرواية وذلك ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب 2014 وبحضور كل من الدكتور سمر روحي الفيصل والدكتور سعيد يقطين وياسمينة خضرا حيث أدار الجلسة الدكتور عمر عبد العزيز وتخللتها العديد من المداخلات حول واقع الرواية العربية والخليجية والمحلية .

و اوضح الدكتور عمر عبد العزيز في بداية الجلسة أن الرواية عبارة عن تشبيك نسيجي أدبي يمتلك القابلية الكبيرة واللامتناهية للعديد من الأنساق الكتابية الأخرى ويمكن اعتبار ماتشهده الرواية العربية الحالية من تزايد في الحضور والإنتشار سيؤدي الى إضافة جديدة تصب في صالح الأدب العربي والحركة الأدبية بشكل عام.

و قال الدكتور سمر روحي الفيصل ان الرواية الإماراتية في هذا العام تبلغ عتبة عامها الأربعين بعد الرواية الأولى شاهنده التي كتبها الروائي عبد الله النعيمي عام 1974 واستطاعت الرواية الإماراتية أن تواصل حضورها حتى بلغت في وقتنا الحالي نحو 80 رواية ومن المهم عند تقييم الرواية الإماراتية أنه لايمكن أن يتم بالمقارنة مع روايات خليجية اوعربية لأنها كتبت في ضوء ظروف خاصة ومديات معينة.

و أضاف الفيصل ان الرواية ينهض بها روائيون إماراتيون شباب والملاحظ أن الرواد تركوا الرواية وانطلقوا للعمل في مجالات أخرى تحت أسباب عدة ويصر الشباب الإماراتيون على متابعة دورهم في حقل الرواية ويلاحظ أنهم فتحوا تجارب جديدة على مكان الرواية وصلت الى الهند وبريطانيا وغابات الأمازون وغيرها وتركوا موضوعات قديمة كالغوص والبيئة المحلية التراثية كما تطرقوا إلى اشياء جديدة كانت هامشية الى حد ما كالأسرة وعلاقتها بالخدم والشئ الأبرز أن الكثير نقلوا تغريداتهم الى كتب في الوقت الذي كنا نتوقع فيه ان تكون محتويات الكتب اساسا للمحتوى الإلكتروني.

ودار حديث الأديب سعد يقطين حول تجربة الرواية العربية قائلا لابد أن يكون لكل تجربة أفق تبحث عنه وبخلافه لايمكننا اعتبارها رواية وهناك لحظات مهمة يمكن ان تتحقق فيها شروط رواية الرواية وهي تعود الى كل كاتب وطريقته في التعبير ومدى قابليته لتطويع وتوظيف أدواته الفنية في خدمة العمل الروائي وعلينا أن ندرس الرواية العربية في سياق تطور ونمو الرواية العالمية وبنظري أن الرواية لن تشهد تطورا كبيرا مالم تنفتح على الإنسان وعلى جميع الوسائط التي يتعامل معها في حياته.

وتساءل الأديب والكاتب والناقد ياسمينة خضرا هل الرواية العربية هي التي تكتب باللغة العربية أو هي تلك التي يكتبها الإنسان العربي ..

موضحا من خلال تجربته في الغرب أن الرواية العربية فرضت نفسها هناك والمشكلة أن القارئ العربي لم يعرف بعد ماهي الرواية العربية.

وأكد أهمية أن يتربى الطفل على القراءة وليس ماذا يقرأ حيث ان خلق المجتمع القارئ ينطلق من الطفل وأن القراءة الواعية تحدد أدوات النقد بعد أن تمنح القارئ أدواته وتخلق فيه ملكة التذوق وكلها أدوات لاتنشأ من الصدفة ولا تأتي من فراغ وأن تطور اي مجتمع لابد ان ينطلق من القراءة حيث تكون الرواية هي العامل الأول في هذه الإنطلاقة.