أصدرت مؤخراً الكاتبة الصحافية الألمانية كريستين هيلبيرغ كتابا جديدا بعنوان "سوريا بؤرة التوتر" حيث كانت تعمل هناك كصحفية بسوريا لصالح قناة شمال ألمانيا فى عام 2001. يتكون الكتاب من ثمانية فصول، تتحدث فيه عن حياتها وعملها كمراسلة فى دمشق، عن النسيج العرقى والطائفى للمجتمع السورى، وعن طريقة عمل هياكل السلطة، وعن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية للثورة، ودور سوريا فى المنطقة، وعلاقة التوتر بين المقاومة السلمية والعمل المسلح، وأخيرا وليس آخرا عن السيناريوهات المستقبلية فى البلاد التى مزقتها الحرب الأهلية. وحسبما ذكر موقع قنطرة أن كريستين هيلبيرغ صاغت حبكة درامية من خلال تجارب الحياة اليومية والملاحظات الشخصية مع القضية الشاملة الكبرى، دون أن تنزلق إلى الابتذال، وكل ذلك جاء فى أسلوب سهل ممتنع جذاب، رغم هول مأساة الأحداث فى سوريا. وأوضحت فى كتابها أنها عندما توجهت فى نوفمبر من عام 2001 إلى دمشق، كان صالون النقاش السياسى، المعروف باسم "ربيع دمشق" قد ضعفت قدرته، والآمال بحدوث إصلاحات سياسية تحت قيادة الرئيس الشاب بشار الأسد تبدّدت تماما، والكثير من منتقدى النظام توزعوا بين من هو فى المنفى، أو فى غياهب السجن، أو فى غربة داخلية. ورغم الديكتاتورية والوضع السياسى المتوتر فى سوريا، إلا أن هيلبيرغ شعرت، بسرعة مدهشة، وكأنها فى وطنها، فمن ناحية، يقيم عدد قليل من الأجانب بصورة دائمة فى دمشق، ويسهل اللقاء بهم والتعرف عليهم بسرعة فى هذه المدينة، ومن جهة أخرى، فإن السوريين، بسبب سنوات العزلة، باتوا فضوليين تجاه الأجانب ويقابلونهم بانفتاح كبير، مؤكدة أن التعايش يسير فى الحى بكل لطف وخاليا من أى تعقيد، أما فى العمل، فيمكن الشعور باستمرار بالقمع السياسى، على مدى أكثر من عامين، وجدت هيلبيرغ نفسها مضطرة باستمرار لمراجعة المكاتب الحكومية المليئة بالدخان، إلى أن منحتها وزارة الإعلام السورية أخيرا الاعتماد الرسمى كصحفية.