صدرت في القاهرة، مساء الخميس، موسوعة "بيان الإسلام" للرد على الشبهات الخاصة بالإسلام والرسول محمد - خاتم الأنبياء - بمشاركة 200 عالم دين في تخصصات مختلفة. وقالت داليا إبراهيم، مديرة دار نهضة مصر (الناشرة للموسوعة خلال حفل توقيعها)، لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء: "هذا العمل هو ثمرة لخبرات علماء في مصر وخارجها، استغرق العمل به 5 سنوات للرد على ما يقرب من 1200 شبهة تم عرضها في 24 مجلدًا، من خلال أكثر من 10 آلاف و300 صفحة"، مشيرة إلى أنه تم إطلاق موقع تفاعلي متخصص في الرد العلمي على الشبهات والتعريف بالإسلام وحضارته وتاريخه بالتوازي مع النشر المطبوع للموسوعة. ولفتت إبراهيم إلى أن من لايستطيع شراء الموسوعة يمكنه الاستفادة من محتواها عبر موقع www.bayanelislam.com، وهو موقع متخصص في استقبال الأسئلة وردود الأفعال والتوضيح والإجابة، مشيرة إلى أن الموقع أيضا يحتوي على معلومات للتعريف بالإسلام والقرآن والنبي الكريم والسنة النبوية المطهرة والقيم الحضارية في القرآن والسنة. وقال الشيخ جمال قطب، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، إن هذا العمل الموسوعي "يجدد الأمة والدين"، مشيرًا إلى أنه "عمل مميز يسد احتياجًا حقيقيًّا نحن في أشد الحاجة إليه في هذه المرحلة الحرجة التي يتعرض فيها الإسلام، قرآنه ورسوله، وسنته، إلى حشد هائل من المطاعن والمغالطات والشكوك والتي انطلقت سهامها من جهات شتى". وأضاف قطب، لمراسلة الأناضول، أن هذا العمل "أكثر ما يميّزه أنه لم يختص به تيار بعينه، ولم تنفذه جهة واحدة ولكنه اشترك فيه توجهات كثيرة ليكون بمثابة شهادة على العصر للرد العلمي علي الشبهات والأباطيل والافتراءات". وعن منهج الموسوعة، قال إنها تعتمد في الرد على مناقشة الأفكار، والحرص على الدليل الصحيح المقنع، من خلال بيان فكرة الشبهة، وبيان أفكار الرد عليها، والبدء بالمنهج العقلي في الرد على اعتبار أن المخالف لا يؤمن بقرآن أو سنة، وإلحاق الرد النقلي بعد التأسيس العقلي له، ثم الختم بخلاصة مركزة بعد التفصيل. ومن جانبه، قال محمد السيد الجليند، أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة، وأحد المشاركين في مراجعة الموسوعة إنها "تستهدف في المقام الأول المسلمين والمسلمات من الشباب والمثقفين، لذلك روعي سهولة الأسلوب، كما أنها موجهة للخطباء والوعاظ وعموم الدعاة ليكون مرجعية لهم إذا ما طلب منهم بيان موقف الإسلام من شبهة ما، كما أنه موجّه إلى أصحاب الديانات السماوية لعرض حقائق الأمر بين أيديهم". وأشار الجليند إلى أن هذه الموسوعة جاءت "لكي تسد خللاً موجودًا في عصرنا الحاضر، يتمثل هذا الخلل في أن علماء الأمة شغلوا بما لابد من ألا ينشغلوا به، وتركوا عظائم الأمور إلى صغائرها"، معتبرًا أن علماء هذه الموسوعة الذين تعدوا المائتي عالم وباحث في التخصصات المختلفة "سخرهم الله وأبعدهم عن مشاغل الدنيا لإنجاز هذا العمل". وأخرج هذه الموسوعة وأشرف على فريق العمل محمد داود، الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة، والذي شرح مراحل عمل الموسوعة والإجراءات التنفيذية التي مرت بها على مدار 5 سنوات بقوله لمراسلة الأناضول: "في البدء مرحلة التخطيط لمشروع الموسوعة، تلاها مرحلة جمع مادة الشبهات من مصادرها المختلفة (إلكترونية، ورقية، فضائية.. وغيرها)، ثم جاءت مرحلة جمع الردود، والكتابة والتنسيق، ثم مرحلة المراجعة بخطواتها الثلاث، ثم الإخراج النهائي". وأشار داود إلى أن "الوسطية الفكرية هي أهم ما يميّز هذا العمل، فلن يجد المطلع عليه أي تحيز لفكر بعينه أو صدى لمذهب بذاته، وإنما النصيب الأكبر كان للوسطية والاعتدال والإجماع". وشارك في حفل التوقيع، الذي استضافته دار نهضة مصر بالقاهرة مساء الخميس، عدد من العلماء المشاركين في الموسوعة، ومن أبرز تلك الشخصيات في هذا العمل؛ محمد الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف المصري الأسبق، وعبدالله المصلح أمين عام الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمكة المكرمة، ونبيل السمالوطي أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، وأحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق.