صدر حديثاً عن سلسلة "كتاب اليوم" كتاب جديد بعنوان "ما قبل السقوط" كواليس قصر العروبة للكتاب الصحفى أسامة السعيد، مندوب رئاسة الجمهورية لجريدة "الأخبار" فى ظل حكم الرئيس السابق حسنى مبارك.يستعرض الكتاب بالتفصيل أسرار تكشف لأول مرة، خلال الثلاث سنوات الأخيرة فى حكم الرئيس المخلوع وأسرته وحاشيته، وعلاقاته بالجيش والوزارات السيادية، خاصة تصاعد وتيرة الخطوات من أجل إتمام مشروع توريث الحكم لابنه جمال.كما يصطحبنا المؤلف من خلال 160 صفحة، تتناول محطات عديدة ومثيرة، تعكس لنا حياة العز والجاه التى عاشها مبارك، وكيف أدار البلاد فى هذه الفترة الحافلة بالأحداث، والتى ألقت به فى السجن.ويقول أسامة فى مقدمة الكتاب: ما شجعنى على كتابة هذه السطور دافعان، الأول شخصى والثانى موضوعى، أما الشخصى فهو أننى منذ اشتعال ثورة25 يناير التى نجحت فى إسقاط مبارك، ومن ثم محاكمته لينتهى به المقام من قمة حكم مصر إلى قاع سجن طرة، عكفت على قراءة معظم- إن لم يكن كل - ما نشر من كتب وشهادات فى هذا الشأن، وللأسف الشديد وجدت الغالب منها لا يعبر إلا عن خيال مؤلفه، أو حكايات ومرويات لا سند لها.ويضيف السعيد، لذلك فكرت فى أننى قد أضيف شيئاً، قد لا يعرفه كثيرون عما يجرى داخل أسوار القصر الرئاسى، حتى وإن لم يكن يتعد الأمر ما كان متاحا لنا أن نشهده أو نسمعه، وهو بالتأكيد قليل مقارنة بما كان يجرى خلف الأبواب المغلقة، لكنه على الأقل يستحق أن يروى، وأن يخرج إلى النور، لأنه لم يعد مملوكا لى بل للتاريخ.ويوضح السعيد أما الموضوعى، فهو أن السنوات الثلاثة التى قضيتها وراء جدران قصر الرئاسة، متجولا فى مختلف أنحاء مصر، وبعض الدول العربية والأجنبية فى الجولات الخارجية للرئيس السابق، المخلوع حسنى مبارك، ربما كانت الأهم فى كل سنوات حكمة الثلاثين، ليس فقط بحكم ما شهدته من أحداث وإنما أيضاً، وربما هذا هو الأهم، بحكم ما احتوته من تحديات وتحركات وأيضا أخطاء عجلت بنهاية رجل، كان من الممكن أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، فإذ به يدخل قفص الاتهام على سرير طبى! وحولته من واحد من أطول الحكام بقاء فى السلطة، إلى أول "فرعون" يحاكمه شعبه!