صدر حديثًا عن دار "التجليات" في القاهرة كتاب "النقد الثقافي ـ ريادة وتنظير وتطبيق ـ العراق رائدٌ" للشاعر العراقي الدكتور حسين القاصد، الذي اهتم بأسبقية الريادة للنقد الثقافي العربي، وأثبت بالأدلة ريادة العراق، متمثلاً في الدكتور علي الوردي، وحسين مردان، وعلي جواد الطاهر، وعناد غزوان، ومحمد حسين الأعرجي. كما أشار الكتاب إلى ما نقل عنهم إلى كتب المؤلفين العرب، لاسيما الدكتور عبد الله الغذامي، حيث أعاد أغلب تنظيراته إلى العراقيين، مستندا إلى النصوص. ثم ناقش الكتاب أزمة البيئة الثقافية، وسبب تناول عبد الله الغذامي النموذج العراقي لتشخيص نسق السلطة وفحولة صدام، كونه في بلد لا يخلو من هذا، في الوقت الذي سبقت فيه مصر البلدان العربية والعراق في موضوع الدكتاتورية، بيد أن المؤلف أرجع سبب عدم تناول الغذامي لمصر إلى خشيته من الإعلام المصري. كما ركز القاصد على الوهم الثقافي، وعلى تأنيث القصيدة، وناقش ذلك، ووقف عند ولاية الناقد الفقيه، التي تسربت للغذامي من الموروث النقدي العربي، كما تطرق إلى ما أسماه "موت القارئ الناقد". وجاء الفصل الأخير من الكتاب تطبيقات ثقافية، من مقالات حسين القاصد في النقد الثقافي، التي نشر بعضًا منها في وسائل الإعلام. يذكر أن هذا الكتاب هو الثاني للقاصد في 2013، فقد سبقه كتاب "القصيدة الإعلامية في الشعر العراقي الحديث", الذي أصدرته "بغداد عاصمة الثقافة العربية".