تاريخ سوريا.. إضاءات على أبرز الأحداث المؤثرة

يصنف كتاب «تاريخ سوريا»، لمؤلفه الدكتور غسان حداد، القوى والأحزاب السياسية التي كانت قائمة في سوريا في أعقاب الحرب العالمية الثانية في خمسة تيارات، وهي: الوطني والقومي والإسلامي والماركسي والإقليمي. ثم يتحدث عن انقلاب حسني الزعيم وانقلاب سامي الحناوي وأديب الشيشكلي..

وكذا مصطفى حمدون، كما يتطرق إلى اغتيال عدنان المالكي، إلى أن يصل إلى الوحدة بين مصر وسوريا، فيحدثنا عن حرب السويس. ويبين أنه في 22 فبراير عام 1958، جرى استفتاء على أسس الوحدة ووافق الشعب العربي في كلّ من مصر وسوريا بالإجماع على قيام الجمهورية العربية المتحدة.

وانتخاب الرئيس جمال عبدالناصر رئيساً لها، وتخويله وضع دستور مؤقت، وتعيين حكومة مركزية وحكومة للإقليم الشمالي وحكومة للإقليم الجنوبي. وكان الرئيس شكري القوتلي أوّل من بايع الرئيس عبدالناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة.

استمرت هذه الوحدة ثلاث سنوات وسبعة أشهر، وحققت العديد من الإنجازات على جميع الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية. ومن ثم استيقظت دمشق صباح يوم 28 مارس - آذار 1962، على انتشار الوحدات في شوارعها، والدبابات في الساحات العامّة وحول وزارة الدفاع ومبنى الإذاعة والتلفزيون. وأغلقت الحدود ومنع التجوال.

بعد مرور يومين على الانقلاب، أعلنت بعض الوحدات العسكرية عصياناً مسلحاً.ويوضح الكتاب أنه نجحت حركة الثامن من آذار، من دون إطلاق أي رصاصة أو إراقة نقطة دم، ومنذ الساعات الأولى أيدتها وحدات الجيش، وأوّل الأقطار المؤيدة للحركة العراق، وثانيها مصر، وعند منتصف النهار جرى تشكيل القيادة العامّة للجيش والقوات المسلحة.

وانتخاب مجلس لقيادة الثورة وضم المجلس عشرة ضباط. وكان قد اتفق على أن يكون صلاح الدين البيطار رئيساً لمجلس الثورة، وأن تكون الحكومة مناصفة بين البعثيين والناصريين، ثم أوضحت القيادة العسكرية أنها لن تتدخل في تشكيل الحكومة وتترك للقيادات المدنية أمر تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب، وعند فجر التاسع من مارس آذار، كانت تشكيلة الحكومة قد اكتملت وصدرت مراسيمها وأذيعت في نشرة الأخبار الصباحية.

وفي العاشر من شهر مارس آذار، زار وفد من القيادة السياسية العراقية برئاسة صالح السعدي دمشق، وأجرى حواراً مع القيادة السياسية برئاسة رئيس الدولة الفريق لؤي الأتاسي، وعضوية: ميشيل عفلق وصلاح البيطار واللواء زياد الحريري.

ثم أوفدت القيادة السورية خلال شهر مارس آذار، وفدين لزيارة القاهرة لإزالة الفتور، وتمكنت من إعادة الدفء.. وبدأت فعلاً في مطلع أبريل نيسان المباحثات، واستمرت حتى السابع عشر منه، وفي الساعة الواحدة من صباح 17 نيسان عام 1963، وُقِّع على ميثاق القاهرة الوحدوي.

بدأ الفتور بعد ذلك لأسباب عدّة، منها التشكيلات التي أجريت في الجيش السوري، والتي شملت نقل بعض الضباط الناصريين إلى السلك الدبلوماسي أو الوظائف المدنية، وإحالة بعضهم الآخر إلى التقاعد

شكلت خمس وزارات، كلّها فشلت بسبب صراع القوى على مستوى القيادتين العسكرية والسياسية، كما أصدر خلالها منهاج مرحلي ودستور مؤقت، وجرى تشكيل مجلس وطني «بالتعيين». ويشدد المؤلف على أن التكتلات وصراع مراكز القوى على السلطة أساءت إلى مسيرة الثورة وأبطأت عملية التنمية والتوجه إلى الديموقراطية.