الشارقة القرائي للطفل

 

استعرضت جلسة حوارية بعنوان «أنتمي إليكم» أثر الانتماء الإنساني في الإبداع الأدبي، والأسس التي تُبنى عليها الحضارة المجتمعية، ودور الفرد وتأثيره في المجتمعات، استضافها المختبر الثقافي، ضمن فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي يستمر حتى 28 الجاري، في مركز إكسبو الشارقة.

واستضافت الجلسة، التي أدارها فرج الظفيري، الدكتور السوداني حيدر وقيع الله، والكاتبة الأميركية تيفيني تومبسون وايت، وتناولا دور الانتماء في تعزيز الحضور الإنساني للفرد، ومدى قدرته على خلق مساحات إبداعية لدى المؤلفين والكتّاب العالميين، كما ناقشا الأسس التي تُعزز حضور الفرد في المجتمع وجعله عنصراً فاعلاً فيه.

واستهل الدكتور وقيع الله حديثه بالإشارة إلى أن مسألة الانتماء ليست ترفاً، بل هي التزام بين الأفراد والمجتمعات التي يعيشون بها، مؤكداً أن الانتماء يسهم في صقل الشخصية، وتوجيهها لتكون عنصراً فاعلاً، أو مارقاً في المجتمع، مشيراً إلى وجود فجوة واضحة بين الفرد المنتمي واللامنتمي، فالأول يمتلك تأثيراً إيجابياً في المجتمع، أما الثاني يترك أثراً سلبياً.

تحديات

وقال وقيع الله: «هناك تحديات كبيرة في مجال الانتماء، لكون العديد من البشر ينتمون إلى أشياء كثيرة، فالانتماء يشبه الدوائر التي تنتج عن سقوط حجر في ماء راكد، سرعان ما تتقلص لتشكّل دائرة واحدة نهائية، هنا نستطيع أن نطلق على هذه الدائرة مفهوم الوطن والأسرة والدين والجنس، وغيرها من المفاهيم الملاصقة للإنسان».

وأشارت الكاتبة الأميركية تيفيني تومبسون وايت إلى أن الانتماء مسألة أساسية وضرورية للفرد، وهي عامل يرسّخ حضور الإنسان كعضو فاعل في المجتمع، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن المجتمعات التي تتحلى بالديمقراطية ليس لها قيمة إن لم تعزز وجود الإنسان وتنمّي دوره وتشركه في جميع تفاصيل الحياة فيها.

وقالت وايت: «فكرة الانتماء تبدأ منذ الصغر، من الدفقة الأولى، ومن أول حجر تضعه العائلة في بناء هذا الإنسان، فالأسرة هي المحرّك الرئيس لمسألة الانتماء، وبعدها ينتقل التأثير للمجتمع الذي يؤدي دوراً كبيراً في صقل وتحفيز الإنسان، على أن يكون عنصراً مؤثراً فيه».

خلال الجلسة الحوارية «أنتمي إليكم » | من المصدر

تغطية إعلامية شاملة

على جانب آخر، تخصص مؤسسة الشارقة للإعلام تغطية إعلامية شاملة لفعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته العاشرة هذا العام.

وتعمل المؤسسة على نقل الحدث الثقافي الذي يقام بأكثر من 2600 فعالية، و286 ضيفاً من 121 دولة، بطواقم إعلامية مجهّزة من أرض الحدث، لتوفّر تغطية يومية للمهرجان عبر جميع الوسائل الإعلامية التابعة لها، في مواكبة مستمرة تشتمل على تخصيص استوديو تلفزيوني من أرض المعرض، وبث مواد ترويجية خاصــــة بالمهرجان على أثير إذاعة الشارقــــة وتلفزيون الشارقة خلـــــال أيام انعقاده.

وتتولى قناة الشارقة تغطية الحدث عبر برنامج «صباح الشارقة»، الذي يبث مجريات المهرجان من قلب الحــــدث بشكل يومي، إلى جانب كل من برامج «أطفالنا والكتاب»، و«أماسي»، و«أدب وفن»، إضافة إلى تغطيات وتقارير خاصة تعرض عبر نشرات أخبار الدار.

وبدورها، تبث إذاعة الشارقة أحداث وفعاليات المهرجان من خلال تغطية متواصلة عبر برنامج «الأثير» الذي خصص حزمة من اللقاءات والحوارات مع أبرز ضيوف الحدث، إلى جانب تغطية مستمرة يتولاها برنامج «البث المباشر»، لنقل المهرجان إلى أكبر شريحة من المستمعين.

كرنفال ثقافي

إلى ذلك، شهدت دورة المهرجان العاشرة، أول من أمس (السبت)، تنظيم كرنفال ثقافي لتعريف زوار المهرجان بالثراء الكبير الذي تزخر به الثقافة الفلبينية في المجالات الفنية والأدبية والفكرية والتراثية.

وحفل الكرنفــل، الذي شهد تفاعـــلاً كبيراً من الجالية الفلبينية بشكل خاص، وزوار المهرجان بشكل عـام، بمجموعة متنوعـــة من الأنشطــة والفعاليات المتنوعة، التي أتاحـت للجمهور فرصة التعرف عن قــرب إلى الثقافة والفنون الفلبينية، وشارك فـي الفعاليات متطوعون، وأدباء ومثقفون، وطلاب فلبينيون مقيمون في دولة الإمارات العربية المتحدة.

الفترة المسائية للسيدات

للمرة الأولى منذ إطلاقه قبل أكثر من عشرة أعوام، أعلنت هيئة الشارقة للكتاب عن فتح أبواب مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في نسخته العاشرة التي تقام في مركز إكسبو الشارقة، للسيدات وأطفالهن حصراً، وذلك اليوم (الاثنين) خلال الفترة المسائية، من الساعة الرابعة عصراً وحتى الساعة الثامنة مساءً.

وتأتي هذه الخطوة في إطار المبادرات الجديدة وعمليات التطوير المستمرة التي كشفت عنها الهيئة بمناسبة احتفال المهرجان بدورته العاشرة، وبهدف منح السيدات حرية الحضور مع أطفالهن في المهرجان، وشراء الكتب، وحضور الندوات، والمشاركة في الفعاليات، في أجواء خاصة وأسرية.

وسيقتصر دخول المهرجان خلال هذه الفترة على السيدات والأطفال دون 16 عاماً، من الجنسين، على أن تظل الفترة الصباحية (من التاسعة صباحاً وحتى الثالثة والنصف ظهراً تقريباً) مفتوحة أمام الجميع، فيما سيكون دخول المهرجان اعتباراً من صباح الثلاثاء وحتى مساء السبت مفتوحاً أمام كافة الزوار.

شخصيات كرتونية

«ومضة»، و«شعاع»، و«قلم»، و«نقطة»، أربع شخصيات كرتونية، لا تكاد تفارق أروقة مهرجان الشارقة القرائي للطفل، حيث تقف الشخصيات الأربع بكل فرح وسعادة في مداخل المهرجان، وتعمل على استقبال زوار نسخته العاشرة، وترافق الأطفال في رحلة شغفهم بالقراءة والمعرفة.

وتعد الشخصيات الأربع، التي تم اختيار أسمائها من قبل متابعي حسابات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، على مواقع التواصل الاجتماعي، ترجمة حقيقية للشعار الذي يرفعه المهرجان لهذا العام «مستقبلك.. على بعد كتاب»، والذي يرسخ أهمية المعرفة والعلم، ويقوم على حقيقة أن الكتاب هو أساس الثقافة، والسبيل المحوري في بناء الحضارات.

ولعبت طبيعة الكتاب دوراً مهماً في اختيار أسماء الشخصيات الكرتونية الأربع، حيث تمثل جميعها أساس التأليف والكتابة، فالقلم هو أداة الكتابة الذي يخط طريق الوعي، أما «نقطة» فهي تمثل البداية والنهاية في كل شيء، ولها حضور لافت في الكتابة والتأليف، بينما تعكس «ومضة» طبيعة حضور الأفكار في الذهن، والقدرة على ترجمتها، أما «شعاع» فهو يمثل الامتداد الطبيعي للمعارف والعلوم.

الزائر لفعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل يلمس مدى تفاعل الأطفال مع الشخصيات الكرتونية الأربع التي صُممت بطريقة كرتونية، حيث دأبت الشخصيات على التجوال بين الفعاليات والوقوف في مداخل مركز إكسبو الشارقة؛ لنشر المرح ورسم الفرح على وجوه الأطفال الباحثين عن المعرفة.

تعزيز

بين ورشة عمل تطبيقية، وأخرى تثقيفية، يعزز برنامج المهرجان قدرات الأطفال، وخبراتهم الذهنية والجسدية، من خلال إتاحة الفرصة لهم لعيش متعة الرسم الحرّ، وتشكيل اللوحات الخاصة بهم من خلال مزيج لوني على أيدي خبراء مختصين في مجالات الفنون من مختلف دول العالم، كما يحظى صغار الشارقة القرائي بمتعة تأليف النصوص الإبداعية الخاصة بهم.