تنطلق الخميس في قاعة "ليكران" (الشاشة) في منطقة سان دوني الباريسية، الامسية الافتتاحية لمهرجان "بانوراما السينما المغاربية وسينما الشرق الاوسط" في دورته الثامنة التي تضم 30 فيلما روائيا ووثائقيا وتقدم فعالياته اضافة الى سان دوني في قاعات أخرى في ضواحي العاصمة الفرنسية. ويعتبر المنظمون ان هذا المهرجان "واجهة لسينما الشتات"، وهو شهد توسعا اضافيا في نطاقه الجغرافي هذا العام، لكنه حافظ على تركيزه على السينما المغاربية. وقال كمال المحوتي الذي يعمل مع جمعية "انديجين" التي تدير المهرجان، إن الجديد هذا العام في البانوراما هو "توسيع الشراكات مع المهرجانات العربية مثل مهرجانات دبي والدوحة وايضا مع مهرجان الفيلم الشرقي في جنيف فضلا عن مهرجانات الرباط وطنجة". واضاف ان "التوسع الجغرافي شيء جديد باشرناه العام الماضي وزدنا عليه هذا العام بهدف الوصول لجمهور اكثر تنوعا". وكان يفترض ان تعرض قاعة سينما الاقصر العريقة في باريس سهرة بالاشتراك مع المهرجان، لكن اعمال اعادة التأهيل المستمرة ادت الى تأجيل هذا العرض الى 28 ايار/مايو.ومن المقرر اعادة افتتاح هذه السينما في 17 نيسان/ابريل بفيلم للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين. وتضم تظاهرة البانورما هذا العام نحو 15 فيلما طويلا لمخرجين معظمهم يعيش في الشتات لكنهم يحكون قصصا من بلادهم. ومن بين هؤلاء المخرجين، الجزائريان مرزاق علواش وجميلة صحراوي اللذان يقدمان "التائب" و"يما". وسبق ان حاز "يما" في البندقية جائزة النقاد الدوليين، بينما حصل مرزاق علواش على جائزة مهرجان الدوحة ترابيكا الاخير.ومن المغرب يقدم المهرجان فيلم "حكيم بلعباس "شي غادي وشي جاي" (2010) كما تعرض افلام "موت للبيع" لفوزي بن سعيدي، و"يوميات ملعب مدرسة" لابراهيم فريتاح، و"خويا" لكمال المحوتي. ومن خارج نطاق المغرب، عرض فيلم "العملية" للبناني زياد الدويري الذي يصور قصة طبيب فلسطيني في تل أبيب تقوم زوجته بعملية انتحارية، وفيلم "وجدة" السعودي لهيفاء المنصور الذي لاقى نجاحا كبيرا في الصالات الفرنسية.وفي القسم الوثائقي، يقدم المهرجان اعمالا جلها لمخرجين في الشتات، مثل فيلم داميان اونوري "فدائي" حول عمه الذي كان مناضلا جزائريا ضد الاستعمار الفرنسي، وفيلم الجزائري عمار خوجة "إسأل ظلك". ويعرض في المهرجان ايضا فيلم "شو قصتك" لكل من جمال خلايل وبولين كاربونييه، حيث جمال الفلسطيني حامل الهوية الاسرائيلية المفروضة عليه يجمع ستة اسرائيلييين يتحدثون سويا عن الهوية والخوف والحصار.ويقدم ايضا فيلم "برلين تيليغرام" لليلى البياتي، وهو قدم اول مرة في مهرجان دبي السينمائي، ومن مصر يشارك فيلم "ربيع حنا" لسيمون ديجوبير وصوفي زاريفان، و"الرجل في الداخل" لكريم كوري. ومن الافلام غير الجديدة التي يعتني بها هذا المهرجان "الائمة يذهبون الى المدارس" الذي يدور حول تعليم الاسلام في فرنسا، وفيلم "مناضلات" لصونيا شامخي. اما في الافلام القصيرة فيتم تقديم ستة افلام قديمة وجديدة، وتمنح لجنة تحكيم من الطلاب جائزة الفيلم القصير. ومن المشاركين في الافلام القصيرة الجزائري امين سيدي بومدين عبر فيلم "الجزيرة" وانس خلف من سوريا. وينظم المهرجان سهرة خاصة بمنظمة الفرانكوفونية مع عرض فيلم المغربية البلجيكية خديجة لكلير "كيس الحنطة"، وسهرة خاصة بالسينما السورية مع عرض فيلم وثائقي لهالة محمد يعود للعام 2006 يتبعه نقاش مع المخرجة حول عالم السجون في سوريا.