نظّم بيت الشعر العربي برابطة الكتاب الأردنيين مساء السبت مهرجان الشعر العربي الأول متزامنا مع الاحتفال بيوم الشعر العالمي ومعركة الكرامة ويوم الأرض بمشاركة 21 شاعرا من الأردن وفلسطين بهدف تطوير المشهد الشعري بالأردن.وتقتصر فعاليات المهرجان الذي خصص للشباب ويستمر ثلاثة أيام على إلقاء قصائد وطنية وعاطفية دون مناقشة أية قضية شعرية أو تسليط ضوء على واقعهم والوسائل المناسبة لتفعيل دور الشعراء الشباب وتسهيل وصول نتاجهم للقارئ.وشارك في الجلسة الأولى الشعراء علاء العرموطي ورولا سرحان ومحمد الدحيات ولينا جرار ومحمد عريقات وكايد العواملة وأحمد زكارنة وعمر الطراونة. وفي مستهل المهرجان الذي أدارته الشاعرة حليمة الدرباشي، قال أمين سر الرابطة هشام عودة إن الإمكانيات المالية لم تسمح باستضافة شعراء عرب سوى فلسطينيين اثنين حضرا على نفقتهما الخاصة. وأضاف أن الرابطة تعد قائمة تضم ثلاثين شاعرا منهم 15 عربيا، ثلاثة منهم من قطاع غزة واثنان من الضفة الغربية، للمشاركة في مهرجان جرش للثقافة والفنون المقبل.لشاعرة الفلسطينية رولا سرحان قالت إن "الشعر لا وطن له والشاعر أصبح أكثر تأثرا بالتحولات العربية، ونحن كشعراء فلسطينيين مع تماس مباشر مع المحتل ننقل همومنا بقصائدنا دون أن ننسى إنسانيتنا"، لافتة إلى أنها عندما زارت يافا غمرها شعور بأنها تنتمي إلى هذه المدينة "رغم كل محاولات الإقصاء من أرضنا".وواصلت حديثها للجزيرة نت قائلة "عندما تزور فلسطين 48 تشعر بأن الشجر والحجر والطريق القديم يحن لوقع خطى ساكنيه الأصليين رغم محاولات إسرائيل طمس هوية البنية العربية وتغيير ملامح مدننا فهناك تشعر أن المكان لا يزال لك ويلفظهم". ومن قصيدتها "في زيارة يافا" نقتطف: لم تزرني يافا في عيني أمي الخضراوين عندما مشيت هناك قلت له كهذا البحر يبتدئ الخفي فيك رقة على العفوي فيكون مزرقا لعناق بنت الريح غير محمر لبديهية في الثلج وقالت الشاعرة لينا جرار إن الوطن أكبر من أن يكتب شعرا، وإنها كشاعرة تنتمي لجيل الشباب حيث تشعر أنها لا تزال صغيرة أمام الوطن. وتابعت "أنا ابنة الانتفاضة لا أقرض الشعر إلا حين أشعر أن حرفي نضج ليطال هامة وطني .. ربما أكتب شعرا بالوطن لأن الوجع في قضيتنا لن تغطيه كل اللغات". وتقول في قصيدتها بعنوان "سطر عطر": أرجوحة في جيبها أوراقي تغدو وتذهب فرقة وتلاقي عنقود ليل قد تمادى عتمة ونجومه كفت عن الإغداق وحول دور الشاعر يرى أحمد زكارنة أن عليه قول كلمة الوعي التي تختلف مع السياسي وقد يصبح الشاعر قائدا ومرشدا وملهما لأبناء وطنه "فنحن في فلسطين جعلنا الاحتلال نحمل الهوية اسماً وليس كفعل وعلينا واجب إبقاء إرث قضيتنا وشعلة الحق الفلسطيني متقدة حتى تعود الأرض كاملة". وقال للجزيرة نت إنه لا يؤيد مقولة "إن رحيل محمود درويش أصاب القضية الفلسطينية باليتم"، فدرويش -كما يرى- "لم يكن كامل القضية ورحل وبقيت الأرض التي تلد مبدعين وشعراء جلّ همهم تلك الفلسطين التي تسكن الروح والجسد". وعن وجود مجايلة شعرية يرى الناقد والشاعر عبد الله رضوان أنه يصعب على المتابع أن يحدد فواصل زمنية دقيقة بين الأجيال الفنية لأن التداخل سمة الإبداع ولكن يمكن ضبط ملامح تبدأ بالتشكل لتمهد لاحقا لبروز جيل شعري جديد. وقال إن بعض المبدعين وهم قلة استطاعوا تجاوز كل الأجيال واعتبر أن القصيدة الجديدة تتمركز حول الذات شبه المغلقة وهمومها الفردية ولا تذهب باتجاه العمق الثقافي أو التوظيف الرمزي أو بناء الصور الشعرية الحديثة وفي معظمها كتابة مسطحة لا تحقق شروط الشعر التي تعطي نسقا شعريا متميزا مع الإشارة لوجود استثناءات شبابية كعبد الله أبو بكر ولينا أبو بكر ومحمد عريقات. من جهته يرى الناقد الدكتور إبراهيم خليل أنه كلما سمع بشاعر شاب جديد أو تلقى ديوانا قرأه باحثا عن صوت شعري حقيقي يجمع بين الأصالة والمعاصرة فلا يعثر على ضالته المفقودة. وقال إن الجيل الجديد يعاني من ضعف فاضح بمستواه اللغوي وتدني ذوقه الشعري، مشيرا إلى ان العلة تكمن في أن هؤلاء "مثقفو إنترنت وتواصل اجتماعي لا يقرؤون ولا يمارسون الكتابة ممارسة صحيحة حتى يكتسبوا القدرة على البيان الرشيق باللفظ الأنيق أو أنهم متعجلون لا يستمعون لمن سبقهم بالمضمار فيصدون زاعمين أنهم مبدعون مجدون يكتبون قصيدة نثر ولهذا سننتظر حتى تغربل الأيام من يكون شاعرا".