عرفت الطبعة السادسة من المهرجان الدولي للأدب و كتاب الشباب الذي تختتم فعالياته غدا السبت بعد 10 أيام من الأنشطة تنوعت بين الأدب و الكتاب و الموسيقى و الترفيه إقبالا و اهتماما كبيرين من قبل الجمهور. و ستختتم هذه الدورة بتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة أحسن قصة قصيرة بعد أن نجحت في تنظيم حوارات و لقاءات مهمة بين الأدباء و الجامعين حول العلاقة بين الشهادات و السرد التاريخي و الخيالي و أيضا طرح مسائل تأثير الخلافات السياسية في الرواية و الشعر كما كان المهرجان فضاء للمناقشة و تبادل الآراء بين المثقفين من شتى الجنسيات و مختلف الأجيال. و اقترح المنظمون في هذه الطبعة الجديدة الجمع تحت خيمة واحدة بين المقاهي الأدبية و أجنحة بيع الكتب الموجهة للشباب التي صدرت بالخارج و هي فكرة ثمنها محافظ المهرجان عز الدين قرفي الذي اعتبر أنها كانت ايجابية اذ "مكنت من توافد عدد كبير من الزوار لحضور اللقاءات الأدبية مضيفا بهذا الشأن أن "هذا التنظيم فتح المجال أمام جميع الندوات بعد أن كان البعض ينظر لها على أنها فضاءات موجهة للنخبة". عرفت هذه اللقاءات التي نشطتها أقلام لها وزن سواء من جزائريين أمثال مايسة باي أو أجانب على غرار الكاتب الأمريكي الكبير دوغلاس كينيدي و اللبناني حسن داوود إلى جانب أدباء من العراق و تونس و فرنسا إضافة إلى مواهب شابة وواعدة مثل الشاعر خالد بن صالح و الشابة انيا مريمش. و سمح الفضاء أيضا للزوار من المشاركة في النقاش و أيضا اقتناء كتب المشاركين المعروضة في نفس الجناح . و أعطت مشاركة بعض المجاهدين ممن صنعوا أمجاد الثورة التحريرية و كذا بعض المجندين الفرنسيين الذين وقفوا ضد الأساليب التي اختارها المستعمر لدحر الثورة في هذه الدورة المهداة لروح الطبيبة و الكاتبة مليكة مشاكرة التي توفيت مؤخرا نكهة خاصة للأنشطة الفكرية ضمن اللقاء "3 أيام للتاريخ" و التي شارك في نقاشاتها تلاميذ من التعليم الثانوي حيث تمكنوا من التواصل مع جيل الثورة. وقال محافظ المهرجان عن هذه الشراكة مع الطلبة و الثانويين أنها "مكنت من خلق جسور بين الأجيال و هي فكرة ينوي المهرجان تكرارها في الدورات المقبلة". و قام المهرجان أيضا بالتفاتة طيبة تجاه أولائك الذين وقفوا في صف الثورة إبان الحرب التحريرية خاصة الناشرين الذين مكنوا من إيصال صوت الجزائر المناضلة إلى الخارج بفضل نشرهم لكتب و وثائق صادقة عن الثورة على غرار الناشر نيلس اندرسون الذي قلد وسام "العشير" خلال المهرجان. و قد عرفت الأجنحة المخصصة للكتاب مشاركة 75 ناشرا الا أن المعروضات لم تقدم الجديد في غالبيتها حيث يفضلون عادة انتظار موعد المعرض الدولي للكتاب (اكتوبر) لعرض اخر الصادرات و على عكس من ذلك فقد عرف النشاط الفني رواجا كبيرا بفضل نوعية المشاركين في إحياء السهرات التي كانت تقام باستمرار في قاعة ابن زيدون حيث استمتع الجمهور بما قدمته نجوم لامعة في مجال الغناء في كوكتيل جمع بين مختلف الطبوع و الثقافات.