اُفتتحتْ الدورة العاشرة لمهرجان "الأندلسيات الأطلسية"، في الصويرة، مساء الخميس، والتي شهدت تكريم إنريكي مورينتي، وهو مغني إسباني ذو علاقة وطيدة بالموسيقى الأندلسية، لاسيما مع فرقة شقارة الشهيرة في تطوان، التي أسسها وأدارها، المرحوم عبدالصادق شقارة، منذ حوالي نصف قرن.ومن أجل إحياء تقليد الاحترام والحوار الثقافي بين ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط، الذي انطلق منذ أكثر من 15 عامًا بين إنريكي مورينتي، وعبدالصادق شقارة، تمت دعوة إستريا مورينتي وجلال شقارة، الوريثين الفنيين لهذين الرائدين في المزج بين موسيقى الغجر والموسيقى المغربية.ويعد هذان الفنانان الشابان الأكثر جدارة للحديث عن تلك المناسبة، فإستريا مورينتي، هي ابنة إنريكي، وتعلمت جوهر الفلامينكو من والدها ووالدتها، الراقصة أورورا ثيربونيل، قبل أن تتراكم نجاحاتها على الساحة الموسيقية، وكذا على الشاشة الكبرى.ونَمَّا جلال شقارة قدراته الموسيقية في فرقة شقارة الأندلسية، تحت إشراف صديقه إنريكي مورينتي، وعمه الأستاذ الموسيقي عبدالصادق شقارة، كما يواصل شقارة، المقيم في غرناطة منذ 15 عامًا، من خلال مجموعته الموسيقية "شقارة فلامينكو"، هذا التقليد الموسيقي الاستثنائي.وأثار هذا التزاوج الناجح بين الموسيقى الشعبية لشمال المغرب والفلامنكو، التي أداها بشكل مذهل كل من، جلال شقارة وإسترييا مورينتي، تجاوب جمهور الصويرة، حيث حضر حوالي ألف متفرج من جنسيات وديانات مختلفة، ليعبروا عن تفاعلهم مع هذا الشكل الموسيقي الذي يسعى إلى توحيد شعبين إلى الأبد.كما تم الاحتفاء بعمل مواز، بدأ منذ 25 عامًا مع انجاز تسجيل للإنتاج الموسيقي "مكاماخوندا"، الذي أنجزه بيبي هيريديا، الغجري الموسيقي وأستاذ الأنتروبولوجيا في جامعة غرناطة، وذلك بهدف إبراز التعاون العميق بين الثقافتين الغجرية والمغربية.وبعد نجاح جولة مكامخوندا، التقى إنريكي مورينتي وعبدالصادق شقارة، ليشتغلا معًا في مجموعة شقارة الأندلسية، واستأنف جلال شقارة هذا العمل مع إنريكي مورينتي بتقديمه لهذا النوع الموسيقي في المهرجانات والمسارح الكبرى في إسبانيا.واحتفت أمسية الافتتاح أيضًا بالجيل الصاعد، مع المغنين الشباب بنيامين بوزاغلو ومروان حجي وعبير العابد وعازف الكمان إيلاد ليفي، الذين أدوا أغانيهم إلى جانب الفنان محمد بريول وأوركسترا عبدالكريم الرايس بفاس.