انطلقت مساء الثلاثاء فعاليات مهرجان "كتارا" الثالث للمحامل التقليدية الذي يقام تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ويستمر حتى الثالث والعشرين من نوفمبر الجاري. ورحبت " كتارا " بما يقارب 100 قارب من دول الخليج وبعض البلدان الأخرى، حيث أبحرت المحامل من مملكة البحرين ودولة الكويت وسلطنة عمان ودولة قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران والهند وزنجبار للاحتفال بالأهمية الثقافية والاقتصادية لهذه المحامل التي استخدمها البحارة والتجار والصيادون وغواصو اللؤلؤ على مدى قرون. وقال سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث عقب الافتتاح :" إن المهرجان يأتي في إطار المحافظة على الأصالة والتراث القطري الذي تنطلق منه استراتيجية  قطر الثقافية، ويرسخ للتقاليد والعادات القديمة ليس في قطر وحدها ولكن في منطقة الخليج كلها". وأضاف "إن المهرجان فرصة لالتقاء المواطنين القطريين بأشقائهم من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذين يجمعهم تاريخ مشترك وحاضر ومستقبل واحد" مؤكدا أن المؤسسات الثقافية في الدولة كوزارة الثقافة وهيئة متاحف قطر و "كتارا" تعمل جميعا كفريق عمل من أجل تحقيق الاستراتيجية الثقافية للدولة، ونقل التراث القطري إلى العالم العربي والعالم الخارجي. وأشار إلى أن المهرجان أصبح من المهرجانات التراثية العالمية ، ويهدف إلى تعريف الشباب القطري بموروثه الثقافي، حيث يعتمد تاريخنا على نوعين من الثقافة هما: "ثقافة البحر" و "ثقافة الصحراء"، ولكل منهما مزايا ، أهمها ارتباط حضارة آبائنا وتراثهم بالبحر والصحراء، حيث تتشكل المفردات الثقافية، وتأثير هاتين البيئتين في واقع وإبداع المواطنين. وقال سعادته :" إن المهرجان يذكر بجهود الأجداد في الماضي لتحقيق رفاهية هذا الجيل، ومن هنا فإن مهرجان المحامل يحمل للشباب التراث البحري بما فيه من إبداع فني في صناعة هذه المحامل، بالإضافة إلى طبيعة الحياة نفسها داخل البحر مع هذه المحامل التقليدية، كما يتعرف الشباب على أنواع المحامل التقليدية". ونوه بأن النسخة الثالثة لمهرجان المحامل فيها العديد من الفعاليات أهمها: رحلة "فتح الخير" التي تحمل 40 شابا قطريا، فضلا عن ممثلين لدول مجلس التعاون ، وتنطلق من أمام شواطئ "كتارا" ، وتجوب العواصم الخليجية ليعرف الشباب كيف كان الآباء يخرجون بحثا عن الرزق واستخراج اللؤلؤ، وغيرذلك في وسط الظروف المناخية المختلفة. تسليط الضوء على أهمية البحار في الثقافة القطرية من جانبه، قال الدكتور خالد السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" :"إن مهرجان المحامل التقليدية الفريد من نوعه يسلط الضوء على أهمية البحار في الثقافة القطرية، كما يعكس تراثنا في الغوص بحثا عن اللؤلؤ، وما زلنا حتى يومنا هذا نقدر الأهمية الحقيقية لمياهنا ". وأكد أن الغرض الرئيس للمهرجان هو عرض التراث القطري من خلال مجموعة واسعة من العروض التقليدية والثقافية، بالإضافة إلى توثيق صلة الشعب القطري بماضيه وتقاليده. بدوره، أكد السيد أحمد الهتمي رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان "كتارا" الثالث للمحامل التقليدية أن حفل افتتاح المهرجان حقق نجاحا ملحوظا، معتبرا أن هذا الحدث منصة للتبادل الثقافي، وترويج للتاريخ القطري، وتثقيف للشباب القطري من أجل الحفاظ على تراث هذا البلد. وأوضح أن المهرجان سوف يستقبل الزوار للتعرف على طبيعة المحامل القديمة من التاسعة صباحا وحتى العاشرة مساء في أيام 19 و20 و23 نوفمبر الجاري، أما يوم 21 نوفمبر فمن الساعة 9:00 صباحا إلى الساعة 11:00 مساء ، وفي يوم 22 نوفمبر يستقبل زواره من الساعة 3:00 عصرا إلى الساعة 11:00 مساء، فيما تكون زيارات المدارس في الفترة الصباحية. ويتضمن برنامج المهرجان مجموعة من المحاضرات التراثية والعروض الشعبية لبعض من الفرق الإقليمية المعروفة، إضافة إلى ورش عمل عن بناء القوارب ورحلات بحرية على متن المحامل التقليدية وعروض ضوئية وألعاب نارية ونشاطات للأطفال ومعارض من مختلف متاحف دول الخليج، ويقام على هامش المهرجان مجموعة من المسابقات التي يرحب فيها بمشاركة العامة. وللمشاركة وسيتم الإعلان عن الفائزين في حفل تسلم الجوائز مساء يوم 23 نوفمبر.