اختتمت فعاليات الطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السمفونية سهرة يوم الخميس الجمعة بالجزائر في جو من الحماس والابتهاج أمام جمهور رائع غمرته رغبة قوية في الاستمتاع بكل وقت من هذا الحفل الأخير الذي كرس الود والأخوة بين الشعوب. و من اللحظات الأولى لهذه السهرة كانت أجواء الفرحة و المرح بادية على ملامح الحاضرين. و في هذا الصدد قالت سيدة قدمت إلى حفل الاختتام مع عائلتها "نحن سعداء بوجودنا للاستمتاع بلحظات من هذه السهرة التي تعد بالكثير من المتعة". و أشرف المايسترو الأوكراني فولوديمير شيكو على الأوركيسترا المتعددة الجنسيات و المتكونة من حوالي مئة عازف على مختلف الآلات الموسيقية و فرقة موسيقية تضم تقريبا 90 صوتا من بينهم العديد من الجزائريين. و دلت أولى ايقاعات الأوركيسترا بمحتوى السهرة حيث كان يخيم صمتا مطلقا و علامات التأثر بالآداء الجميل بادية على وجوه الحضور. كما استمتع الجمهور بباقة من الوصلات الملحنة من قبل أسماء معروفة في الموسيقى السمفونية حيث امتزجت حماسة الكلمات بعذوبة الايقاع لتحقق انشراح الحواس. جوزيفي فاردي و جورج بيزت و بيوتر ايليتش تشايكوفسكي و فرانتيسكو سيليا و بييترو ماسكاغني و جياكومو بوتشيني و أميلكاري بوتسييلي و ميخائيل غلينكا هم من بينهم الملحنين الذين أمتعت أعمالهم الجمع الغفير الذي حضر الحفل. و اهتز الجمهور لصوت الفرقة الموسيقية القوي الذي أدى بعض المقاطع لجوزيبي فاردي و أخرى من "ترافياتا" المشهورة و أوبيرا "أيدا" التي تألق في آداءها كل من تاتيانا أنيسيموفا (سوبرانو) و أندريي رومانينكو (تينور) و بوزنياك ألا (ميتزو سوبرانو). "أسفعنا الحظ بتقديم أغاني مشهورة عالميا و بعد هذا الآداء يشعر المرء بالراحة النفسية و الهدوء" حسب خالد نعيمي أحد اعضاء الفرقة الموسيقية للأوركيسترا السمفونية الوطنية. و تميزت نهاية السهرة ب "كارمونا بورانا" لكارل أورف و هو لحن مفعم بالعزم رافقه رابح قادم بنص جميل يتغنى بحب الجزائر. و في الأخير تعالت تصفيقات حارة للجمهور عرفانا لآداء الأوركيسترا و المايسترو فولوديمير شيكو خاصة الذي بادل الجمهور ابتسامة جامعة و شهامة كبيرة. و عبرت خليدة تومي وزيرة الثقافة التي كانت حاضرة في حفل اختتام المهرجان إلى جانب أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر عن إعجابها و "عرفانها لهذا الجمهور الرائع". و من جهته أعرب محافظ الطبعة الخامسة للمهرجان السيد عبد القادر بوعزارة عن ارتياحه لنجاح هذا الحدث الذي "سمح للجمهور بالتقرب من هذا النوع الموسيقي العالمي و إثبات هوية الاوركيسترا السمفونية الوطنية وسط أكبر الأوركيسترات السمفونية عبر العالم". و سجل المنظمون اقبالا كبيرا على هذا النوع الموسيقي الذي "أضحى ظاهرة اجتماعية حقيقية تلقن صفة في الوجود نفعية و حسنة في العلاقة بين الفرد و الجمال المطلق" حسب عزيز حمولي قائد الفرقة الموسيقية للأوركيسترا السمفونية الوطنية. و انطلقت الطبعة ال5 للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السمفونية التي اختيرت جمهورية الشتيك كضيف شرف في 12 سبتمبر الماضي بمشاركة 20 بلدا أجنبيا مع تنظيم على هامش العروض دروس موسيقية حول "العمل التقني على مقاطع الأوبيرا".