مهرجان الفنون الإسلامية

تنطلق النسخة الـ18 من مهرجان الفنون الإسلامية في 16 كانون الأول /ديسمبر المقبل، وتستمر شهرًا، تحت شعار “النور”، في حين كان شعار العام الماضي “علوم وفنون”، إذ يهتم المهرجان بأن يكون لكل نسخة شعارها أو ثيمتها.

ويُعنى المهرجان، الذي تأسس عام 1998، بمنجز الفن الإسلامي في بعديه الحضاري والراهن، إذ يعرض كل عام أنماط الفن الإسلامي الثرية والمتنوّعة في الزمان والمكان، مرتكزًا على انتخاب وتخير الأجدر من المشاريع القادرة على التعبير عن أصالة الفنون الإسلامية، ومقدرتها على مواكبة التحولات الراهنة في الفنون، ومدى إفادتها من التطوّر التقني والتكنولوجي.

ويتضمن المهرجان، الذي تشارك فيه جهات عدة، معارض دولية ومحلية، إلى جانب النشاط الفكري المصاحب، والبرامج التفاعلية الموازية.

وتعدّ دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، التي تنظم الحدث، أن المهرجان تظاهرة ثقافية فنية عالمية تهتم بإبراز الفن الإسلامي الأصيل والمعاصر، بملامحه وتاريخه العريق من كل أنحاء الوطن العربي، وانعكاساته العميقة على الغرب، ويجسّد في الوقت نفسه رؤية الشارقة الهادفة إلى نشر الثقافة الإسلامية، وبث روح الاعتزاز بها ،وتطوير مجالاتها المختلفة، وإلقاء الضوء على تأثر الفنون بعلوم الحضارة العربية والإسلامية.
وأعلنت الدائرة أن انطلاقة المهرجان ستكون في متحف الشارقة للفنون، يليها معارض عدة في المتحف، ضمن فعاليات المهرجان، من بينها معرض وهكذا ستصعد إلى النجوم، للأميركي أريك ستاندلي، ومعرض الانطباع الأول للبريطاني بروس مونرو، ومعرض الحمراء - غرناطة للبريطاني بن جونسون، ومعارض أخرى لفنانين عرب وأجانب.

 كما تتضمن الفعاليات ورشًا متنوّعة، من بينها ورش فن الخط العربي، وورشة مدارس الخط الديواني، وورشة حياكة السجاد الخوارزمي، وورشة الطباعة بالألوان، إضافة إلى محاضرات وندوات وجلسات حوارية، وعروض لأفلام وثائقية ومعارض عدة. واختارت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة “النور” شعارًا للمهرجان، وموضوعًا للبحث البصري، ينطلق منه المبدعون في اشتغالهم الفني ضمن محاكاة للفنون الإسلامية المختلفة، ووفقًا للدائرة، فإن “في طيات هذا المفهوم، يتداعى منسوبان أساسيان بين الشكل والمضمون، فالنور بمعناه العميق أبعد مما نتخيل، نشعر به رضى ذاتيًا، ومصدر إبداع وإلهام وفكر، وبارقة أمل، ينبع من الداخل ليرتقي بالواقع المحسوس، ويرفع من شأن الإنسان، ومن خلال الثيمة تتجسد الرؤية الفنية لهذا المفهوم بعين الفنان الرهيف، الذي يختبر بشكل متواصل عوالم الضوء المادية، هذا الضوء الذي يختزل كل الألوان المرئية، فتجليات النور فيما بين شعورنا والأشكال الحسية له نراها عميقة الأثر وأزلية، فالضوء كعنصر كوني هو سرُّ الرؤية، بينما أثره وروحانيته ورمزية إشاراته وتعبيريته واستعاراته المجازية روح الرؤيا”.