جزيرة دلما


تعتبر جزيرة دلما أقدم مستوطنة بشرية ساحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ يعود تاريخها إلى نحو خمسة آلاف عام قبل الميلاد، أي إلى فترة العصر الحجري، وهو أمر أكدته البعثات الاستكشافية الأثرية التي عملت في الجزيرة، وبخاصة البعثة البريطانية التي بذلت جهودا متميزة في التنقيب عن الآثار في الجزيرة.

كما تشير الدراسات المتعلقة ببعض المباني التراثية واللقى الأثرية في الجزيرة إلى أنها تعود إلى فترة البناء الجيري المشهور، فترة سامراء العباسية التي بنيت على يد الخليفة المعتصم (221 هـ/‏‏‏ 835م). وفي كتاب الباحث العراقي الدكتور عبد الستار العزاوي الموسوم بـ«جزيرة دلما المباني التراثية وجهود الترميم والصيانة» الصادر عن منشورات مركز زايد للتراث والتاريخ بمدينة العين سابقا، ومركز زايد للدراسات والبحوث (حاليا)، نجد عرضاً توثيقياً مميزاً حول ما تضمه الجزيرة من المباني التراثية التي تعود الى فترات تاريخية قريبة، أي الى ما قبل قرنين من الزمن، وتشتمل على عناصر معمارية وزخرفية جصية وخشبية ذات طابع فني عربي إسلامي يتسم ببساطة التعبير ورفعة الذوق الفني، كما نجد رصداً لنتائج الترميم والصيانة للمباني التراثية في هذه الجزيرة، حيث بين المؤلف ذلك في مخططات بعضها، كالمساجد والبيوت والأسواق وغيرها، وحدد أهمية مواقعها التي شجعت على السكن فيها منذ القدم.

يشمل الفصل الأول من الكتاب التعريف بالجزيرة وتاريخها، وأشهر المباني التراثية فيها، كمسجد المريخي والدوسري والمهندي، وبيت المريخي ومركز اللؤلؤ ومواقع الدكاكين. ويتطرق الفصل الثاني إلى ذكر التفاصيل الخاصة بخطة الترميم والصيانة. في حين تم تقديم شرح مفصل في الفصل الثالث لتحليل عناصر المباني وأصالتها، وكيفية ترميمها حسب حالتها.

وفي الفصل الرابع استوجب ذكر جميع المواد الأولية التي تم استخدامها في بناء تلك المعالم ومن أهم تلك المواد: الحجر والمواد المحلية الأخرى مثل: جذوع النخيل وموادها المحلية.
وتقدر مساحة هذه الجزيرة البيضوية الشكل بنحو 45 كيلومتراً مربعاً، وسطحها تسوده تلال مرتفعة، وهي جرداء في معظمها، ذات أحجار يتراوح لونها بين الحمرة والسواد، أما منخفضاتها فذات تربة صالحة للزراعة.