شكلت الشاعرة نازك الملائكة مع الشعراء بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي ظاهرة فنية جديدة مع حفظ الخصوصيات الفردية لكل من الشعراء الثلاثة وساهمت معهم بالتغييرات الجريئة التي قاموا بها فيما يتعلق بنظام القصيدة من حيث الايقاع والنظم حيث تفردت هي بوضع الاسس النظرية التي بنيت عليها حركة التجديد الشعرية. في كتابها الجوانب الانسانية والظواهر الفنية في شعر نازك الملائكة الصادر عن اتحاد الكتاب العرب والذي يقع في 272 صفحة من القطع الكبير كشفت الباحثة سامية ديوب أن في شعر نازك الملائكة مجالا خصبا للدراسة فهو شعر يمثل مرحلة رائدة في حركة الشعر الحديث كما يمثل شاعرة حملت ثقافة عالية وكانت واعية لدورها في تجديد الشعر العربي. وأضافت ديوب أنها اطلعت على المؤلفات النقدية التي تحدثت عنها ومقدمات دواوينها وشعرها الذي يشف عن روح انثى لها مشكلاتها الاجتماعية والنفسية والثقافية ويمتلك خصوصية عصرها إضافة إلى ما فيه من مكونات ثقافية غربية وهذا ما يستوجب الالمام في الدراسة ووضع شعرها في اطار عصره وفي مكانه من حركة الشعر العربي الحديث. واعتمدت الباحثة أسسا عديدة في دراستها النقدية وأهمها المنهج التحليلي والمنهج الفني الجمالي والمنهج التكاملي وذلك وفق حالات الاستخدام إضافة لمناهج أخرى حسب الضرورة والمقتضيات بغية العمل على اظهار وتوضيح مكامن الجماليات وأنواعها بصفتها واحدة من مبتكري الحداثة وروادها. وزعت ديوب البحث على ثلاثة فصول بدأتها بمقدمة وأنهتها بخاتمة أما الفصل الأول فهو بعنوان الجوانب الانسانية في شعر نازك الملائكة وأهمها الموت والحياة والحزن والسعادة والحرية والقدر والرجل والمرأة والزمان والمكان واللون والحركة حيث شغلت هذه القضايا الفكرية الشاعرة فانعكست في شعرها الذي عبر من خلال الثنائيات الشعرية عن تطور فكري. أما الفصل الثاني فهو بعنوان الظواهر الفنية في شعر نازك الملائكة وزعته الباحثة على محاور يختص الأول ببناء القصيدة في شعر نازك مستشهدة بنماذج من شعرها تبين فيها الهياكل التي نظمت عليها تلك النماذج. ويتحدث المحور الثاني عن أساليب التعبير التي اتبعتها الشاعرة واستفادت عبرها من فنون أدبية أخرى كالقصة والمسرحية والرواية وهذه الخصوصية تتفرد بها نازك الملائكة أما الثالث فيتناول الصورة الفنية وما يتعلق بها من تشبيه واستعارة وكناية ورمز واسطورة وموروث ثقافي وديني وشعبي وعالمي بينما يوضح المحور الرابع البناء اللغوي وخصائص لغة نازك الشعرية التي جعلتها مميزة سواء من خلال أساليب استعملتها أو من خلال إضافتها إيحاءات جديدة للألفاظ. والمحور الخامس يختص بالإيقاع والموسيقا وبكل ما يتعلق بهذا الموضوع من تجديد موسيقي في الوزن والقافية ودراسة ظواهرموسيقية خاصة تنتج موسيقا داخلية وعلاقة ذلك بالبناء الفكري والشعوري للقصيدة. ويتناول الفصل الثالث وهو بعنوان "نازك الملائكة بين النقد والشعر" محورين الأول يتعلق بآراء الشاعرة وجهودها النقدية بينما يتناول المحور الثاني شعر نازك الملائكة بين النظرية والتطبيق.