صدر حديثاً عن دار هيباتيا، رواية " الكفار" للكاتب أسامة ياسين، بغلاف من تصميم محمود خضر، وهي العمل الأول للكاتب. تناقش الراوية فكرة الدين فلسفيا وحياتيًا، عبر مستويات متعددة من اللغة والسرد المتراوح بين التقليدي والحديث، الراوي شاب يبحث في الأديان وعن الأديان عبر خطين متوازيين في الرواية: الواقع المعاصر عبر لسان أبطال الرواية وحياتهم، وعبر الخط التاريخي الديني عموما، غير غافل قيمة الحرية في حياة الإنسان. وتثبت الرواية ضمنيًا أن التركيبة الدينية للإنسان معطى له تأثير في شخصه، على اختلاف درجته العلمية وخبرته الحياتية. من أجواء الرواية: "كانت الشمس قد ولت مدبرة، وتغطّى وجه القمر وغاب نوره، وأُطفئت النجوم، ليعم ظلام بهيم سرمدي .. رفع الناس أكفهم إلى السماء متضرّعين يتوسّطهم شعث بن بلتعة، وقد فاضت أعينهم بالدمع؛ فابتلّت به وجوههم ونحورهم وصدورهم، حتى إذا أرعدت السماء وأبرقت ظنّ القوم أن السماء استجابت لدعائهم، لكن السماء كانت قد غضبت غضبًا شديدًا؛ فأرسلت صواعقها، فهلك من القوم من هلك .. واصْطَرَخ القوم وعلا عويل نسائهم، فصاح أحدهم قائلًا: ليس لهذه المحنة إلا صاحب هذه الصومعة، ادعوه يدعو الله لنا؛ ليكشف عنا الغمة ويخرجنا من الظلمات إلى النور، فجاء صاحب الصومعة داعيًا" ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون"، وأمّ الناس الذين راحوا يرفعون أكفهم مرّة أخرى متضرعين. فما هي إلا لحظات حتى أرعدت السماء وأبرقت مرة أخرى، فخاف الناس وارتعدوا لكن السماء استجابت لدعائهم وتفتحت النجوم رويدًا رويدًا وبزغ القمر من جديد.