صدرت مؤخرا رواية "باب الليل" للكاتب وحيد الطويلة فى نشر مشترك بين دار "ضفاف" فى بيروت، "الإختلاف" الجزائرية، و"الأمان" بالمغرب. يغادر الطويلة في روايته الجديدة، عالمه الذي صاغه في روايتيه السابقتين، لينشئ عالما مختلفا، داخل مقهى في بلد عربي، يسميه "لمة الأحباب"، تمتلكه امرأة جميلة، مغوية، تعتمد على بائعات الهوى في جلب زبائنه، وترتاده نماذج إنسانية من بلاد مختلفة، كل منها يحمل حكايته الخاصة، أحلامه المكسورة، وأملا ضعيفا فى الخلاص. تتكون الرواية من خمسة عشر فصلا، يبدأ عنوان كل منها بكلمة باب، وتتضمن حكايات تتنقل بين حاضر الشخصيات وماضيها، فنراها تطارد أحلامها، وتحاول أن تصنع مصيرها، لكنها تتلقى هزائم متتالية تكسر أجنحتها، وتلقي بها في "لمة الأحباب"، حيث "لا غرام في هذه المدينة". لغة متوهجة، لا تخلو من سخرية موجعة، ينسج بها الكاتب حكايات شخصياته، مناضلين سياسيين، حالمين بالشهرة، مطاردي ثروة أو متعة، أو حتى أوهام، يبعثرون حياتهم حول طاولات المقهى، وبينما يحلم بعضهم بالعودة إلى وطن ناضلوا من أجله، ولم يتبق لهم منه إلا سلسلة على شكل خريطة يعلقها أحدهم فى رقبة ابنته، يحلم البعض الآخر بالعثور على "لا وطن" يمنحهم فرصة جديدة للحياة، وعندما تلوح في الأفق تباشير ثورة ستطيح بالنظام، تعدل "درة" شراعها باتجاه الريح الجديدة، فتغير اسم المقهى، وتتخلص من بائعات الهوى القدامى، لتدخل دورة جديدة من لعبتها، تبدؤها بركلة لصورة الرئيس، تستعد بعدها لاستقبال المزيد من الأحلام المتكسرة.