تعززت المراجع التاريخية بورقلة بإعادة نشر كتاب "غصن البان في تاريخ ورجلان" لمؤلفه الأستاذ الراحل إبراهيم بن صالح بابا حمو أعزام. وقام بدراسة وتحقيق هذا الكتاب الذي ألف في سنة 1930 وأعيد إصداره في أفريل 1913 من قبل المطبعة العالمية بغرداية الأستاذ الجامعي الدكتور إبراهيم بن بكير بحاز والأستاذ سليمان بن محمد بومعقل. ويستعرض هذا المؤلف من القطع المتوسط والذي يقع في أكثر من 400 صفحة وعرض مؤخرا بالمقهى الأدبي لدار الثقافة مفدي زكرياء بورقلة من طرف الباحث في تاريخ المنطقة "الهادى دادان" جوانب من التاريخ الحضاري لمدينة وارجلان وهو الإسم التاريخي لمدينة ورقلة الحالية. وتبرز أهمية هذا الإصدار في كونه أول كتاب يصدر عن تاريخ المنطقة باللغة العربية (في تلك الفترة سنة 1930) ويتضمن التاريخ الحضاري والثقافي للمدينة والبادية والريف والواحات وأعلام وعلماء الصوفية وطرقهم والمساجد والمدارس والمكتبات. ويروي هذا المؤلف صفحات من التاريخ الإقتصادي والسياسي والعسكري وعمران المدينة فهي نبذة تاريخية شاملة لكل مناحي الحياة بمدينة وارجلان . ولم يغفل مؤلف الكتاب ذكر العديد من مشائخ المنطقة و بعض الفتن التي وقعت آنذاك قبل أن يتطرق في باقي فصوله إلى قرى وارجلان العامرة والمساجد الإباضية والمالكية ومقابرها والمناسبات والزيارات و التذكارات المشهورة . كما يستعرض مؤلف هذا الكتاب أسماء عديد المشائخ الذين ذاع صيتهم في بعض المدن الإفريقية ورفقاءه في التعليم قبل أن يذيله بملحق يتضمن قصائد وصور لبعض أوراق نسخ من الكتاب القديم وصور فوتوغرافية عن مدينة وارجلان القديمة. ويعكس هذا الكتاب مدى الثقافة الدينية والعمرانية والإجتماعية الواسعة التي كان يتمتع بها مؤلفه الراحل إبراهيم بن صالح باباحمو المعروف عنه أنه كان كثير المطالعة ومتنوع المشارب ومصاحب لأهل العلم و التجربة ومعايش لجميع أئمة منطقة وارجلان. ويحمل غلاف الكتاب قوس هندسي منقوش بالجبس الذي يرمز إلى واحدة من القطع الأثرية المشهورة لمدينة سدراته التاريخية التي يعود تأسيسها من قبل الإباضيين بوارجلان إلى القرن العاشر والمعروضة بالمتحف الوطني للآثار والفنون الإسلامية بالعاصمة.