الكاتب اللبناني مروان اسكندر

عن مركز الأهرام للنشر صدر حديثا كتاب "دولة قطر المتقلبة" لــ الكاتب اللبناني مروان اسكندر.

ويقدم الكتاب تحليلا وافرا مستندا على مؤشرات رقمية وكمية عن اقتصاد قطر وثرواتها من الغاز التي مثلت نقلة نوعية في مسيرة قطر، ووضعها على الخارطة الدولية فضلا عن رصد طبيعة النظام الحاكم في قطر، والانتقال الذي حدث في السلطة والمعوقات التي ما زالت تؤرق الأسرة الحاكمة سواء في الداخل أو الخارج.

ولم يغفل الكتاب الدور القطري في ثورات الربيع العربي، وكيف ساهمت في تسخين المشهد قبل صعود الحركات الإسلامية التي دعمتها بالمال والإعلام إلى سدة الحكم، برغم أن المحصلة النهائية كانت إخفاق هذه الحركات في الاستمرار في السلطة وتشتت جهودها.

غير أن الكتاب لايمثل منصة لإطلاق قذائف النقد في النموذج القطري، بل يثمن الكثير من المبادرات التي ساهمت فى تحويل قطر إلى بلد يعتمد على العلم وتنوع الإنتاج والمشاركة في الازدهار العالمي عبر تملك استثمارات في دول متطورة وأخرى نامية.

في المقابل يبين المؤلف ثغرات السياسية القطرية في شقيها الاجتماعي والسياسي، وبخاصة انخفاض عدد القطريين مقارنة بمجموع السكان الذي وصل إلى نحو 2,2 مليون نسمة غالبيتهم (85%) من الوافدين.

ويركز الكتاب على العوامل التي وضعت قطر في بؤرة التركيز العالمي، ومنها التطور المالي والاقتصادي، فهي الدولة الأكبر إنتاجا وتصديرا للغاز المسيل ناهيك عن أنها تحوز ثالث أكبر احتياطي للغاز في العالم بعد روسيا وإيران. ولعل النمو الاقتصادي السريع ساعد على استقرار البلاد، وتجاوزها مفاعيل الأزمة المالية العالمية.

وتطرق الكتاب إلى اعتماد قطر خيار دعم الحركات الإسلامية، ونشطت لذلك محطة الجزيرة التي نددت بالحكام العرب، وأفسحت المجال أمام قيادات جماعة "الإخوان" المصنفة إرهابية.

ولم يكن كل ماسبق هو المهم، الذي دعا إلى التركيز على موقع وموضع قطر في السياسة الإقليمية، وإنما مثلت استقالة أمير قطر حمد بن جاسم في يونيو 2013 وصعود ولى عهد ونجله تميم إلى سدة السلطة حدثاً مفصلية في مسارات قطر العائلية من جهة وتوجهاتها السياسية من جهة ثانية. 

وقال الكاتب: "الأرجح أن التحولات السياسية الخارجية والتغيرات العميقة في بنية السلطة القطرية لم تكن محل استحسان، إذ واجهت قطر موجة من الانتقادات والتشكيك في الصحافة العالمية ومن بيوت الخبرة السياسية، خصوصا بعد مساعداتها الجماعات الراديكالية في أفغانستان وسوريا ومناهضتها النظام السياسي في مصر وخروجها عن الإجماع الخليجي إزاء عدد معتبر من القضايا السياسية, والواقع أن السلوك القطري إزاء بعض قضايا الإقليم جعلته موضع نقد لاذع".

ومؤلف الكتاب مروان اسكندر لبناني من مواليد العام 1938، نال درجة الماجيستير في الاقتصاد من الجامعة الاميركية، والدكتوراة من جامعة اكسفورد، وعمل مستشارا غير مقيم لعدد من دول الخليج.