تميز اليوم الرابع من فعاليات المهرجان الدولي الخامس للرقص المعاصر الذي سيدوم الى غاية 22 نوفمبر الجاري بتقديم فرق الرقص من تركيا والنمسا والمكسيك والجزائر عروض فنية جسدت خلاله تعابير جسدية مختلفة تعبر عن مواقف في الحياة. وقدمت الأوبرا الوطنية وبالي صمصون لتركيا عرضا بعنوان "كونسرتو باخ" مزجت من خلاله الفرقة الفن المعاصر وفن "الباروك" وذلك قصد ابراز امكانية تواصل كلا الفنين بالرغم من مسافة الزمن التي تفصل بينهما. واعتمدت الفرقة التي حاولت من خلال العرض اعادة احياء "الباروك" الذي ساد في اوروبا ما بين القرن 18 وأواخر القرن 19 على الجمع بين الكلاسيكية والعصرنة عبررقصات ميزتها أناقة وتناغم في الحركات . وقصد خلق نوع من التفاعلية بين الجمهور والفرق الراقصة، اقترحت النمسا التي مثلها مسرح "زبرا الوردي" عرضا فنيا صعد خلاله بعض من الحاضرين بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي الى الركح لتأدية رقصات كلاسيكية على موسيقى "جميل نهر الدانوب الأزرق" للموسيقار يوهان ستراوس. ورمز العرض الثالث الذي قدمته الفرقة المكسيكية "البوك بوك" بعنوان " شفاه، أيادي" والمتألفة من راقصين الى الوحدة ومحبة الآخر حيث جسد كلا الراقصان عبر حركات بسيطة تجربتهما الحياتية التي جمعتهما ذات يوم. و عبر حركات أنيقة ورشيقة تمكن الراقصان من التعبير عن متاعب الحياة التي تحاول تفريقهما والتي ظهرت في تعبير عن فقدان التوازن أحيانا غير ان ايمانهما بالعيش سويا جعلت نظرتهما للحياة مختلفة عن الآخرين. وتواصلت السهرة بتقديم الفرقة الجزائرية "ويناروز" عرضا مفعما بالرمزية جسده أربعة راقصين على ايقاع موسيقى هادئة ميزتها حركات جسدية عبرت أحيانا عن مواقف في الحياة يمر بها الانسان من فرح وحزن. وحاول الفنان أنير ويناروز، مصمم العرض الكوريغرافي "معاق"، أن يروي قصة دمعة في مقلة انسان تثيرها أحاسيس سواء حزينة أو مفرحة. ويشارك في المهرجان الخامس للرقص المعاصر 24 بلدا فيما ستقدم كل سهرة في اطار المنافسة ثلاثة عروض بالمسرح الوطني الجزائري في حين خصص قصر الثقافة المكان الذي تنظم فيه عادة هذه التظاهرة لورشات تكوين الراقصين.