أثارت الفرق الراقصة التي قدمت يوم الأربعاء بالعاصمة عروضا كوريغرافية في اطار فعاليات المهرجان الدولي الخامس للرقص المعاصر مواضيع مرتبطة بالذات والانسان وما يحوم حولهما من صراع أزلي في لوحة فنية تخاطب الضمير والعقل.واستعرضت مختلف الفرق الراقصة القادمة من فرنسا وسوريا واليونان والجزائر رقصات كوريغرافية طغى عليها البعد الانساني في جميع تجلياته من محبة وصمود وذلك عبر حركات متناسقة أداها أعضاء الفرق المشاركة في اليوم السادس من المهرجان الذي يدوم الى غاية 22 نوفمبر. وتحت عنوان "دافنيس وكلوي" ، سلط الكوريغرافي الفرنسي جون كلود غالوتا الضوء على المجتمع الغربي عبر قصة ثلاثي (رجلان وامراة) يعيشون حالة من الصراع مع الذات ومع الآخر.وعبرحركات ميزتها أناقة الراقصين، قدمت فرقة جون كلود "مجموعة مارس كوننينغهام" للجمهور جانبا من الحياة الاجتماعية حيث تتصارع فيه العاطفة مع العقل لتنتهي في آخر المطاف باختيار أنسب لما تهواه النفس البشرية. وشدت فرقة زنوبيا لمسرح الرقص عبر عرض كوريغرافي بعنوان "انسان" انتباه الجمهور حيث استعرضت الفرقة الأحداث المأساوية التي تعيشها سوريا منذ سنتين في محاولة لمخاطبة ضمير الانسان.وفي تصميم كوريغرافي بسيط، ارتحلت الفرقة عبر تعابير جسدية تميل تارة الى التفرقة والتشتت وتارة أخرى الى الصمود بالذاكرة الى مسرح العنف الدموي الذي يرتكب في سوريا والى ما تسوقه وسائل الاعلام من "تضارب في الأنباء". واستعان المصمم الكوريغرافي، نورس برو، بالرمزية في عمله الفني وتجلى ذلك في الوشاح الأسود الذي منحته احدى الراقصات في ثوب أبيض والتي جسدت الوطن (سوريا) لشخصية التاريخ كي يسجل في صفحاته مأساة أمة بمختلف طوائفها.وقدمت مجموعة الرقص اليونانية "بروكسيما" عرض ال"ذاكرة" الذي أثارت فيه عادات وتقاليد اليونان القديمة التي أعطت قيمة لفلاحة الأرض لتواكب بعدها اليونان التطورات الحديثة حيث جسدت الراقصات الثلاث على الركح تعابير جسدية بطيئة لتفسر بذلك قلقا لأزمات محدقة. من جانبها، ارتكزت جمعية الرقص الجزائرية "الغرف الثلاثة" على اللغة الجسدية وعلاقتها مع المكان مستلهمة سيناريو العرض من تراث الثقافة البربرية وذلك عبر قصة امراة وحيدة توجد في حالة انتظار، آملة في الالتقاء يوما ما بالحب.ويشارك في المهرجان الخامس للرقص المعاصر 24 بلدا فيما ستقدم كل سهرة في اطار المنافسة ثلاثة عروض بالمسرح الوطني الجزائري في حين خصص قصر الثقافة المكان الذي تنظم فيه عادة هذه التظاهرة لورشات تكوين الراقصين.