استثمارات الإمارات الزراعية

تسارع شركات استثمارية إماراتية كبرى بقوة نحو مضاعفة استثماراتها الزراعية في دول شتى تتوزع على قارات العالم الست لتصبح سلة غذاء عالمية، وخلال العام الجاري استحوذت شركات إماراتية على مساحات شاسعة من الأراضي بحجم مدن في أوروبا وأفريقيا لزراعتها، كما بدأت شركات أخرى إنشاء مصانع عملاقة بمليارات الدولارات لتصنيع المواد الغذائية خارج الإمارات، وتتعاقد شركات إماراتية على استيراد آلاف الأطنان من الحبوب والأعلاف وتخزنها في صوامع عملاقة لها في الإمارات ودول أخرى تمهيداً لإعادة تصديرها، كما تستثمر شركات إماراتية في مزارع ضخمة لتسمين الثروة الحيوانية، وتتميز شركات أخرى في تسويق وتوزيع المنتجات الزراعية في عدة قارات عبر شبكات نقل عالية الكفاءة.

وتهدف الاستثمارات الإماراتية الزراعية في الخارج إلى تحقيق الأمن الغذائي للدولة، وحققت الشركات الإماراتية نجاحاً كبيراً حيث أمنت مخزوناً من السلع الاستراتيجية للدولة يزيد عن العام، كما توسعت الاستثمارات الإماراتية في عمليات إعادة التصدير وفتح أسواق عديدة لمنتجاتها في قارات العالم خاصة بعد أن تملكت مساحات شاسعة من المزارع في العديد من دول العالم، وتعيد هذه الشركات تصدير أكثر من 80% مما تنتجه وتستورده لدول المنطقة والعالم، واستفادت هذه الشركات من البنية التحتية القوية التي تمتاز بها الإمارات خاصة على صعيد المرافق اللوجستية من موانيء ومطارات وشبكات نقل وتوزيع بكفاءة عالية.

وتنتشر الاستثمارات الزراعية الإماراتية في الخارج عبر تأسيس شركات أو الاستحواذ على حصص من كيانات قائمة أو تملك وتأجير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وتتخصص في زراعة الحبوب والدقيق والأعلاف والفواكه والخضراوات وتربية المواشي والأسماك.

الاستثمارات العالمية

تمتاز الاستثمارات الإماراتية الزراعية في الخارج بضخامة رؤوس أموالها، ومساحات المزارع الشاسعة التي تملكها، والمبيعات القياسية التي تحققها وكثرة الأسواق التي تبيع فيها، وعلى سبيل المثال فإن مبيعات شركة الغرير للحبوب تتجاوز نحو 11 مليار درهم (3 مليارات دولار سنوياً)، وتنفذ شركة الخليج للسكر مصنعاً لإنتاج السكر في مصر بقيمة مليار دولار، وتوزع شركة الفوعة منتجاتها من التمور في 48 دولة. تمتلك شركة اغذية 15 علامة تجارية وتبلغ اصولها 2.9 مليار درهم في 5 دول.

كما تتميز الاستثمارات الإماراتية بتنوع المجالات الزراعية التي تعمل فيها، ما جنبها المنافسة القاتلة، فشركة إمارات المستقبل متخصصة بشكل أكبر في الثروة الحيوانية ولديها مزارع كبيرة في مصر وأثيوبيا وأستراليا والأردن ولديها خطة للتوسع في آسيا الوسطى، وشركة إيليت أجرو «النخية الزراعية» لديها مزارع كبيرة لإنتاج الخضراوات والفواكه في المغرب وصربيا ورومانيا، وشركة الوطنية للأعلاف تخصصت بشكل أكبر في استيراد وتوزيع الأعلاف الحيوانية ولديها أكثر من 600 ألف طن من الأعلاف وأكثر من 300 عميل رئيسي في دول الخليج، وشركة الفوعة تخصصت في التمر ومنتجاته ويصل إنتاجها السنوي إلى 113 ألف طن من التمور تصدر 90% منه إلى 48 دولة، وتخصصت الشركة العالمية للأسماك في الثروة السمكية ومنتجاتها ولديها شبكة عالمية لتوزيع المنتجات البحرية للأردن والكويت والسعودية وعمان وأميركا الشمالية وأوروبا.