الأمير محمد بن سلمان

«السعودية ترحب بالعالم» من الشعارات التي ترددت بلغات عديدة خلال موسم الحج لهذا العام في المملكة في تلخيص لطموح البلد في تسريع تطوير السياحة الدينية التي تدر مليارات الدولارات في أجواء تراجع أسعار النفط.

وبلغ عدد حجاج هذا العام مليونين و350 ألف حاج، بزيادة عن موسم حج العام الماضي. وبين هؤلاء مليون و750 ألف حاج قدموا من خارج المملكة، ويمثلون 168 جنسية مختلفة. وأكدت وزارة الداخلية السعودية أن موسم الحج لهذا العام يجري بلا مشاكل سواء على المستوى الأمني أو الصحي. وقال العقيد سامي الشويرخ، قائد التوعية والإعلام بالأمن العام السعودي: «إن خطتنا كانت بمستوى المعايير المطلوبة».

وفي أبريل 2016، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي عن خطة إصلاح طموحة أطلق عليها «الرؤية السعودية 2030»؛ بهدف تنويع الاقتصاد الشديد الارتهان للنفط وتشمل الخطة تطوير السياحة الدينية. وقال ماهر جمال، رئيس الغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة «نأمل بحلول 2030  استقبال ستة ملايين حاج و30 مليون معتمر». وذكر المؤرخ لوك شانتر المتخصص في الحج أثناء الحقبة الاستعمارية، أنه «حتى اكتشاف النفط كان الحج يمثل المصدر الأول لمداخيل السعودية». وأضاف «حتى قبل الإسلام كانت مكة موقعاً تجارياً. وكانت مكاناً للتبادل التجاري الدولي اختلط فيه باستمرار الجانبين الديني والتجاري».

وفي المراكز التجارية المحيطة بالمسجد الحرام بمكة يكثر الازدحام في المتاجر. ولا تغلق المتاجر أبوابها إلا في مواعيد الصلاة لفترة قصيرة. وتجد في هذه المتاجر الماركات العالمية كافة. وحتى في جبل عرفات كانت هناك بائعات سجاد هنا وهناك.

وأوضح رئيس الغرفة التجارية أن «نفقات الحجاج من الداخل والخارج خلال هذا العام يمكن أن تبلغ 20 إلى 26 مليار ريال سعودي (5.33 إلى 6.67 مليار دولار) مقابل 14 مليار ريال (3.73 مليار دولار) العام الماضي». وبحسب جمال، فإن الزيادة مردها «زيادة عدد الحجاج بنسبة 20%» هذا العام.

وكانت المملكة خفضت في 2013 بسبب إشغال توسيع، بنسبة 20% عدد الحجاج من خارج المملكة. وحصة كل بلد مسلم من الحجاج هي 10% من سكانه.

وترافقت رغبة المملكة في استقبال المزيد من الحجاج في 2030 بأشغال كبيرة في السنوات العشر الأخيرة، وهي لا تزال متواصلة.