ثقافة الادخار

شدد خبراء على أهمية تعزيز الوعي الادخاري بين المواطنين أكثر من أي وقت مضى، مع تنامي ظاهرة الاستهلاك البذخي، والإنفاق على سلع كمالية، في نمط عيش لا يتناسب بالضرورة مع مستوى الدخل، لافتين إلى أن ثقافة الاستهلاك في المجتمع ونقص السيولة يمنعان المواطنين من الاستفادة من الفرص الاستثمارية والقدرة على بناء الثروات والمساهمة في الاقتصاد المحلي.

 وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن ثقافة الادخار تراجعت بين المواطنين خلال السنوات الأخيرة على حساب الاستهلاك، منبهين إلى أن الاستهلاك غير المدروس، والسعي المستمر للإنفاق على سلع كمالية، وغياب الإدارة الجيدة للدخل، تؤدي إلى الإفلاس واستنزاف دخل الأسرة.

 وحمّل الخبراء المستهلكين جزءاً كبيراً من المسؤولية، عبر شرائهم منتجات دون تخطيط، أو التأكد من مدى حاجتهم لها، كما حمّلوا المؤسسات المالية والمصارف دوراً في تراجع مستويات الادخار بين المواطنين، نظراً إلى أنها تركز في حملاتها التسويقية على الاستهلاك فقط، ونادراً ما يتلقى المتعاملون اتصالاً من البنوك تحثهم على الانخراط في برامج ادخارية أو منتجات استثمارية.

ودعوا المؤسسات المالية إلى توضيح العواقب والمخاطر التي يحتمل أن يواجهها المتعاملون في حال تخلفهم عن السداد، وأن تلجأ إلى سياسات أكثر تشدداً في منح القروض.

 وتفصيلاً، قال الخبير المالي رئيس مجلس إدارة «مجموعة مؤسسات الصيرفة والتحويل المالية»، أسامة آل رحمة، إن «ثقافة الادخار تراجعت بين المواطنين خلال السنوات الأخيرة على حساب الاستهلاك، خصوصاً بالنسبة للجيل الجديد، وذلك في ظل الظروف المادية التي أحاطت بهم ونمط الحياة الاجتماعية التي يعيشونها».

 وأضاف أن ذلك يشير أكثر من أي وقت مضى، إلى ضرورة تعزيز الوعي الادخاري، باعتباره عاملاً مهماً للفرد والمجتمع ككل، فضلاً عن أهمية القدرة على التخطيط المالي، للاستفادة المثلى من التدفقات المالية، عبر إيجاد مدخرات وقنوات استثمارية باعتبارها نوعاً من البدائل المستقبلية التي تحمي قدراتهم وتسهم في تنمية ثرواتهم.