الأرجنتين تدعم عملتها

قال وزير الخزانة الأرجنتيني الجديد هيرنان لاكونزا إن الأرجنتين لن تسمح بهبوط فوضوي للبيزو وستستخدم احتياطياتها الدولارية لدعم العملة المحلية في مواجهة عدم اليقين السياسي الذي اجتاح البلاد منذ الانتخابات التمهيدية التي جرت في 11 أغسطس (آب).
وصرح وزير الاقتصاد الأرجنتيني بأن الحكومة تبذل قصارى جهدها من أجل الإبقاء على العملة مستقرة في النطاق بين 45.2 و60.4 بيزو لكل دولار. واعترف لاكونزا بأن السماح بالمزيد من التقلبات في سعر صرف البيزو يعني المزيد من عدم اليقين والضغوط التضخمية على كاهل الاقتصاد.
والتقى مسؤولون من صندوق النقد الدولي نظراءهم في حكومة الرئيس الأرجنتيني موريسيو ماكري مؤخراً، لبحث التطورات والتقلبات الأخيرة في الأسواق، وتطوير خطة لمواجهتها. وصرح المتحدث الرسمي باسم الصندوق قبل يومين بأن الهيئة المالية الدولية تراقب عن كثب التطورات الأخيرة في الأرجنتين، وتجري مشاورات مستمرة مع السلطات الحكومية لمواجهة الموقف الصعب الذي تواجهه البلاد. وأضاف أن وفداً من الصندوق سيسافر إلى بوينوس آيريس قريباً، لبحث الجهود التي يمكن اتخاذها، والقرارات التي من شأنها معالجة ما يحدث.
كما قال لاكونزا في مقابلة مع راديو «مترو» الأرجنتيني: «لدينا أعلى معدل صرف حقيقي خلال 12 عاما، ولا يوجد سبب لنتوقع أو ندعو إلى زيادة في سعر الصرف». وأضاف: «ما دام المعدل فوق حالة التوازن لسعر الصرف، فلا يوجد ما يبرر السماح بمضاربة غير عقلانية، لأن هذا هو ما نسعى لقلبه».
وفي مطلع الأسبوع استقال وزير المالية نيكولاس السابق دوخوفني في نهاية أسبوع كارثي على المالية العامة للبلاد، إذ خسرت خلاله البورصة أكثر من 30 في المائة من قيمتها وتراجع سعر البيزو بأكثر من 20 في المائة.
واستقال دوخوفني غداة تخفيض وكالتي التصنيف الائتماني «فيتش» و«ستاندرد آند بورز» درجة الدين السيادي للأرجنتين بعد النكسة الانتخابية الكبيرة لماكري. ويعكس خفض درجة الأرجنتين من بي إلى «سي سي سي» من قبل وكالة فيتش، ومن بي إلى «بي سلبي» من قبل «ستاندارد أند بورز» القلق على الإصلاحات الاقتصادية التي يجريها ماكري.
وأغلق البيزو الأربعاء منخفضا 0.53 في المائة عند 55.03 مقابل الدولار الأميركي، بينما ارتفعت أسعار الأسهم والسندات المحلية بشكل طفيف، ما يشير إلى أن الاضطرابات التي ضربت الأسواق مؤخرا بدأت تهدأ. وهوت عملة الأرجنتين وسوق الأسهم والسندات الأسبوع الماضي عقب الانتخابات التمهيدية التي أشارت إلى أن مرشح المعارضة اليساري ألبرتو فرنانديز سيحقق فوزا سهلا على الرئيس ماوريسيو ماكري المنتمي ليمين الوسط في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما يثير مخاوف من عودة إلى سياسات التدخل في الاقتصاد.
وباع البنك المركزي الأرجنتيني 27 مليون دولار من احتياطياته بعد ظهر الأربعاء بمتوسط سعر 56.9863 بيزو للدولار. واستقر البيزو في جلسة الثلاثاء بعد أن ضخ البنك المركزي 112 مليون دولار من عطاءات دولارية. وقال متعاملون إن البنك المركزي باع في تدخلاته هذا الأسبوع والأسبوع الماضي ما إجماليه 641 مليون دولار من احتياطياته الدولارية.
من جهة أخرى، قالت وكالة الإحصاء الحكومية الأربعاء إن الأرجنتين سجلت فائضا تجاريا قدره 951 مليون دولار في يوليو (تموز)، مقارنة مع عجز بلغ 789 مليون دولار في الشهر نفسه من العام الماضي.
وسجل ثاني أكبر اقتصاد في أميركا الجنوبية، الذي تستفيد صادراته من ضعف العملة المحلية (البيزو)، فائضا تجاريا بلغ 1.061 مليار دولار في يونيو (حزيران).

قد يهمك ايضا

ورادات البضائع من منطقة اليورو تنخفض إلى169.3 مليار في حزيران الماضي

ثقة المستهلكين تنخفض إلي أقل مستوى منذ 7 أشهر في أميركا